أكد تقريرٌ نشره موقع الإذاعة الألمانية «دويتشه فيله»، أنَّ تنظيم «داعش» يستمر في الانتشار والتوسع داخل الأراضي الليبية، عن طريق تنفيذ الهجمات وعمليات الخطف، مع انعدام سيطرة أجهزة الدولة على بعض المناطق.
وقال الكاتب كرستين كنيب، في تقريره المنشور أمس الاثنين، إنَّ الهجوم على فندق «كورنثيا» في طرابلس الأسبوع الماضي، دفع الدول الغربية لتحذير مواطنيها من الوجود في ليبيا، ودعتهم للخروج فورًا خوفًا من تعرُّضهم لعمليات خطف أو استهداف.
وأشار التقرير إلى أنَّ الفوضى التي تشهدها ليبيا تساعد جماعات مثل تنظيم «داعش»، فالتنظيم يستغل تنافس الحكومتين على السلطة لصالحه.
ونقل الكاتب عن حسني العبيدي، الباحث السياسي ومدير مركز الأبحاث والدراسات حول العالم العربي في جنيف، قوله: «التنظيم نشط للغاية في المناطق الجنوبية. ويوجد بعض المتعاطفين مع التنظيم بين سكان مدن طرابلس وبنغازي ومدن أخرى».
وأضاف العبيدي أنَّ الأوضاع في ليبيا تجعل منها مكانًا مثاليًّا لانتشار التنظيم، وتطبيق استراتيجيته التي تتلخص في «البقاء والتمدد» بسبب الأوضاع في الجنوب، وصعوبة السيطرة على الحدود الجنوبية القريبة من منطقة الساحل، والحدود الغربية التي يستخدمها المقاتلون لدخول ليبيا.
وأوضح التقرير أنَّ عمليات الخطف والهجمات التي شهدتها ليبيا الفترة الأخيرة، تدل على وجود التنظيم داخل كل المدن الليبية الكبرى، مشيرًا إلى نجاح التنظيم في استقطاب مقاتلي تنظيم «أنصار الشريعة» تمهيدًا لامتصاصه بالكامل مثلما حدث مع تنظيم «جبهة النصرة» في سورية.
ونقل التقرير عن دانيال بايمان، الاستاذ في الدراسات الأمنية في جامعة جورجتاون الأميركية، قوله إنَّ تنظيم «داعش» يستخدم استراتيجيات أكبر للتوسع من تنظيم «القاعدة».
وأضاف: «القاعدة أكثر تنظيمًا، وبدعم الجماعات المحلية بالمال والتدريبات والأسلحة، وبالتالي التزمت تلك الجماعات بشنِّ هجمات لصالح التنظيم. وركَّزت الهجمات على أهداف في الدول الغربية لدفع تلك الدول إلى إنهاء تعاونها مع الأنظمة العربية التي يعارضها التنظيم».