ساهم الوضع العام في البلاد -ثلاث سنوات بعد ثورة 14 جانفي – في تهيئة الارضية للحوار الوطني الذي اشتدت الحاجة اليه حينها لتهدئة الاوضاع ورسم مسار صحيح يقرب مواقف الفاعلين الاجتماعيين والسياسيين ويجمعهم حول طاولة التفاوض.
فكان الحوار الوطني مبادرة لانقاذ البلاد عن طريق خارطة طريق التزمت بها الأحزاب الرئيسية وقتها في لحظة اعتبرها عدد من الملاحظين فارقة في تونس بالنظر الى الاختلافات السياسية القائمة وحالة انعدام الثقة بين عديد الاطراف.
و اقرت خارطة الطريق التي مثلت أرضية للحوار الوطني إنهاء مسار الانتقال الديمقراطي، وتنظيم انتخابات عامّة تحت إشراف حكومة كفاءات مستقلة، لا يترشح أعضاؤها للانتخابات القادمة. وقد اتفقت القوى السياسية، المشاركة في الحوار الوطني على تشكيل ثلاث لجان لبحث سبل تطبيق خارطة الطريق المدرجة ضمن مبادرة الحوار الوطني، وقد تم التوافق على أن تبحث اللجان الثلاث تشكيل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والمسار الدستوري (صياغة الدستور الجديد)، والمسار الحكومي (تشكيل حكومة الكفاءات)
ليتوج ذلك بالعبور بالبلاد الى مرحلة الاستقرار السياسي واليوم بحصول الرباعي الراعي للحوار على جائزة نوبل للسلام.جائزة تتحصل عليها تونس لاول مرة في تاريخها…
الاذاعة الوطنية
احلام القاسمي
