أعلنت اليونسكو يوم 13 فيفري للاحتفال بالإذاعة كوسيلة إعلام و تمتين التعاون الدولي بين الإذاعات و تشجيع الشبكات الرئيسية و الإذاعات المحلية و تشجيع أصحاب القرار على الإبداع و تسهيل النفاذ إلى المعلومة و دعم حرية التعبير على الهواء.
و جاء في تقرير لليونسكو ان » دور الإذاعة في حالات الطوارئ والكوارث » هو موضوع اليوم العالمي للإذاعة الخامس الذي سوف يتم الاحتفال حيث يتعرض العالم لتكاثر الكوارث التي تلحق الضرر بعدد متزايد من الأشخاص؛ وهي الكوارث الناجمة عن الفيضانات وحالات الثوران البركاني والزلازل الأرضية وتعدد الحوادث النووية والتلوث.
أثبتت الإذاعة ما توفره من منفعة للناس، وذلك في الأوضاع التي تعقب مباشرة حدوث كارثة ما، بل أيضاً في الأوضاع التي تسبق وقوع الكوارث. فالإذاعة تنشر إنذارات بأمواج التسونامي موجهة إلى اليابان وشيلي، فضلاً عن رسائل بشأن الوسائل الكفيلة بتجنب انتقال فيروس « الإيبولا » إلى ليبريا أو الإصابة بعدوى فيروس « زيكا » في البرازيل. وتقوم هذه الوسيلة الإعلامية (التي تتميز بكونها سهلة المنال ومتاحة، فضلاً عن توفيرها لتغطية وتقارير آنية، مع إمكانية إشراك مستمعيها) بدور محوري في الوقاية والتخفيف من حدة الكوارث وما يرتبط بها من تكلفة بشرية.
« غالباً ما تكون الإذاعة أول وسيلة إعلامية يُلجأ إليها للبقاء على قيد الحياة وسط الأنقاض وفي حالات الطوارئ. وتتميز الإذاعة باستدامة لا نظير لها تجعلها في كثير من الأحيان وسيلة قادرة على تحمل الصدمات، وبث رسائل الحماية والوقاية إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وإنقاذ الأرواح بقدر أكبر من الفعالية والسرعة مقارنةً بوسائل الإعلام الأخرى »، قالت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا.
غير أن الفترات التي تعقب وقوع الكوارث يمكن أيضاً أن تشكل تهديداً لحرية التعبير والحق في الحصول على المعلومات. فمن من جهة، يعود ذلك إلى أن الصحفيين أو التقنيين أو المراسلين الذين يعملون في ميدان وقوع الأحداث يمكن أن يتضرروا هم أنفسهم؛ ومن جهة أخرى، قد تضر الاستجابة لكارثة ما بالاستقلال والتعددية وحرية التعبير في وسائل الإعلام بصفة عامة، وبالإذاعة بصفة خاصة. ومن الممكن أيضاً أن تفضي هذه الأوضاع إلى الحد من حق المواطنين في الحصول على المعلومات.
إن اليوم العالمي للإذاعة 2016 يسلط الضوء على الدور الفريد الذي تضطلع به الإذاعة في حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية. كما يوفر هذا اليوم فرصة لتعزيز الإجراءات الإيجابية التي تجمع بين الإذاعات العامة والإذاعات الخاصة وإذاعات المجتمعات المحلية، فضلاً عن المنظمات غير الحكومية الإنسانية.
وفي رسالتها بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة للعام 2016 أكدت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا على أن الإذاعة تستمد « قوتها أيضاً من الصحفيين الذين يسارعون في الوصول إلى الميدان ليكونوا أول من يشهد على الأحداث ويُسمِع أصوات الجهات الفاعلة والمتضررين – بغية إزكاء الوعي وحشد الجهود اللازمة للاضطلاع بأي نشاط إنساني فعال. ويؤدي الصحفيون دوراً بالغ الأهمية في كشف الحقائق وتجنب المبالغة في نقل الأحداث لمجرد إثارة المشاعر أو التلاعب بالنقاش العام. وعليه يجب ألا نتهاون بالأعمال التي تمس الحق في الحصول على المعلومات أو تهدد سلامة الصحفيين. »
وأضافت بوكوفا: « وقد وضعت اليونسكو نظماً للإنذار المبكر بأمواج التسونامي والفيضانات والجفاف، وأنشأت نظماً لمراقبة الزلازل والانزلاقات الأرضية. وتمدّ المنظمة الدول الأعضاء في كل أنحاء العالم بالمساعدة التقنية اللازمة لمواجهة شتى أنواع المخاطر. فعندما تهدَّد سلامة المواقع المحمية، تتدخل اليونسكو سعياً إلى إنقاذ هذه المعالم التاريخية والثقافية. وفي جميع هذه المجالات، تُعدّ الإذاعة حليفاً لا غنى عنه نظراً إلى قدرتها على نقل المعلومات وبث الرسائل وإثراء النقاش وتحفيز التفكير، ولا سيما في أوقات الأزمات. »
وختمت المديرة العامة رسالتها لهذا اليوم قائلة « لذا فإنني أدعو اليوم السلطات العامة والجهات الفاعلة في ميدان التنمية والعمل الإنساني إلى تعزيز الروابط بين الإذاعة والتدابير المتخذة في حالات الطوارئ، كي تصبح أصوات النساء والرجال والمتضررين وفرق الإسعاف والصحفيين التي نسمعها في هذه الحالات عبر جهاز الإذاعة أو الهاتف المحمول أو الحاسوب أصواتاً تنادي بالحياة والأمل »…