انطلقت يوم الاربعاء 11 جانفي بدار الثقافة بدوز فعاليات الاحتفال بمائوية الأديب الفقيد محمد المرزوقي، التي تنتظم على امتداد يومين على هامش الدورة 49 للمهرجان الدولي للصحراء الذي سيلتئم من 13 الى 16 جانفي 2017 .
وأوضح عضو لجنة تنظيم هذه المائوية جلال الشعينبي أن الاحتفالات بمائوية هذا الأديب ترمي بالأساس إلى تخليد ذكرى أحد أعلام الأدب التونسي الذي أثرى دار الكتب الوطنية بقرابة 50 مؤلفا إضافة الى كتابته للعديد من القصائد الشعرية التي غنّاها كبار الفنانين التونسيين على غرار الفنانتين الفقيدتين صليحة وعلية، فضلا عن التعريف لدى الشباب بأحد أبناء الجهة الذين تركوا بصمة في الموروث الثقافي الوطني.
وأضاف الشعينبي أن الفقيد قدم العديد من البرامج الإذاعية في فترة الأربعينات منها « شعراء أبطال » و »حديث السمر »، علاوة على كتابته للعديد من المؤلفات والقصائد التي تتغنى ببعض المدن التونسية. وقد اختار القائمون على هذه المائوية بالتعاون مع الهيئة المنظمة للمهرجان الدولي للصحراء الاحتفاء بهذا الأديب وتثمين الدور الذي لعبه في بعث هذا المهرجان الذي كان يسمى في بداياته « عيد الجمل ».
واستهل برنامج هذه الاحتفالية التي تعتبر أكبر حدث يميز الدورة الحالية للمهرجان الدولي للصحراء، بتنظيم معرض وثائقي يتضمن مجموعة من الصور التاريخية للأديب المرزوقي وعددا من كتبه ومخطوطاته، إلى جانب الأعمال الكاملة للأديب والتي صدرت مؤخرا في أربعة أجزاء.
وتواصل برنامج الاحتفالية عبر تقديم عدد من المداخلات العلمية خصصت الأولى للتعريف بالمرزوقي وبأعماله الكاملة قدمها الدكتور رياض المرزوقي(ابن الأديب)، في حين تولى الدكتور الجزائري حمد خالد شعيب في المداخلة الثانية التي حملت عنوان « المرزوقي الرائد الذي لم يكذب أهله »، وأبرز مدى تعلق هذا الأديب بأصالته وجذوره وبالبادية وأهلها.
وقدم الدكتور الجزائري محمد الصالح بن علي مداخلة حول القيمة العلمية والثقافية لكتاب « الأدب الشعبي في تونس » للأديب المرزوقي، وتولى إثرها رياض المرزوقي تقديم النسخة التي قام بترجمتها إلى الفرنسية لكتاب أبيه « البدو في حلهم وترحالهم »، أما محمد المي فقدم مداخلة حول تعاطي مجلة « الثريا » مع الأديب محمد المرزوقي، ثم اختتم جلال الشعينبي فعاليات اليوم الأول بمداخلة حول الدور التأسيسي الذي لعبه هذا الأديب لفعاليات المهرجان الدولي للصحراء بدوز.
ويتواصل برنامج هذه الاحتفالية يوم غد الخميس بتقديم جملة من المداخلات، ستهتم المداخلة الأولى بـ « إشكالية الإيقاع في الشعر الشعبي » للدكتور « أحمد زغب »، تليها مداخلة للصحفي والكاتب نور الدين بالطيب حول « تقييم تجربة ملتقى المرزوقي للأدب الشعبي ». ويقدم رياض المرزوقي مداخلة بعنوان « المرزوقي بدوي أضاع صحراءه ».
ويتناول الدكتور بلقاسم بن جابر في مداخلته البحث في إشكاليات الشعر عند المرزوقي، تليها مداخلة الباحث حسن مبارك موضوع « الأمثال الشعبية الصحراوية من المحلية إلى الانتشار ». ويختتم الأستاذ أحمد البخاري الشتوي برنامج الاحتفالية بتقديم مداخلة حول « خصائص البنية القصصية في أدب المرزوقي ».
والفقيد محمد المرزوقي هو أديب تونسي ولد في 22 سبتمبر 1916 بدوز وتوفي في 14 نوفمبر 1981. ألف العديد من الكتب في التاريخ وفي الأدب والتراث، فضلا عن إصداره لمؤلفات قصصية وشعرية وغيرها من الكتب المرجعية، ومن أشهر مؤلفاته « مع البدو في حلهم وترحالهم » و « الأدب الشعبي » و »ثورة المرازيق » و »دماء على الحدود ».