جدد وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، حرص تونس على دفع مسار التسوية السياسية في ليبيا عبر حوار ليبي- ليبي برعاية الأمم المتحدة يفضي إلى مصالحة شاملة، وذلك في كلمة ألقاها اليوم السبت خلال الاجتماع العاشر لوزراء خارجية دول جوار ليبيا المنعقد بالقاهرة.
واستعرض الجهيناوى، وفق بلاغ أصدرته الوزارة ، الجهود التي بذلتها تونس لتمكين الليبيين بمختلف انتماءاتهم وتوجّهاتهم الفكرية والسياسية من التحاور والتشاور، مذكرا في هذا السياق باستضافتها في مارس 2016 للاجتماع الثامن لدول الجوار الذي قال إنه « مثّل محطة بارزة في مسار دعم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج ».
وأكّد في هذا الصدد أنّ المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي في الجزائر مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ولقاءه كمبعوث خاص لرئيس الجمهورية بالرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي، بحثت بلورة رؤية مشتركة لتقريب وجهات النظر بين الليبيين وتجنيب ليبيا مخاطر التدخّل الخارجي.
وشدد وزير الخارجية على مسؤولية دول الجوار في دفع كافة الأطراف الليبية لتوخّي نهج الحوار دون إقصاء، للتوصّل إلى حلّ توافقي يمكّن من إعادة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد الشقيق ويحفظ وحدته الترابية ويفسح المجال لإعادة الإعمار، مشدّدا على قناعة تونس الراسخة بأن الحلّ لن يتحقق إلا من خلال التوافق.
وأوضح في سياق متصل أنّ تمدّد الإرهاب في عدة مناطق من ليبيا وانتشار المجموعات الإرهابية وسطوة التنظيمات المسلحة، يمثل تهديدا مباشرا للأمن والاستقرار في ليبيا وفي دول الجوار، مؤكدا على أهمية تضافر الجهود لمواجهة هذه الآفة
كما أعرب وزير الخارجية ، عن ثقته في قدرة الليبيين على تطويق خلافاتهم في إطار حوار ليبي- ليبي يكون سقفه الاتفاق السياسي الأممي مع التعديلات التي يرتئيها الليبيّون مناسبة، ضمن رؤية شاملة تقود إلى منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني وصياغة الدستور وتهيئة المجال لتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية وتشكيل مؤسّسات دائمة.
وكان لوزير الشؤون الخارجية على هامش هذا الاجتماع لقاءات ثنائية بنظرائه في كل من مصر والجزائر وليبيا وبرؤساء الوفود المشاركة، بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية والمبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر، حسب ما ورد في البلاغ.