يضرب المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم غدا السبت انطلاقا من الساعة الخامسة مساء بملعب الصداقة بليبروفيل موعدا هاما في تاريخ المشاركات التونسية في نهائيات كاس أمم إفريقيا للعبة وذلك بمناسبة مواجهته لنظيره البوركيني في اطار الدور ربع النهائي حيث سيتربص منتخب نسور قرطاج بالخيول البوركينية من اجل الانقضاض على مقعد في المربع الذهبي.
وستكتسي مباراة السبت طابعا مميزا للغاية باعتبار ان المنتخب التونسي سيكون امام فرصة للثار من الهزيمة امام ذات المنتخب البوركيني بضربات الجزاء (المباراة انتهت بالتعادل 1-1) في نفس الدور خلال نهائيات 1998 اذ رغم تباعد الحقبة الزمنية وتغير الأحوال فان اللقاء سيكون مفتوحا على جميع الاحتمالات بالنظر الى العروض التي قدمها المنتخبان خلال الدور الاول للنهائيات.
ونجح المنتخب التونسي في قلب المعطيات صلب المجموعة الثانية بعد الهزيمة التي منى بها خلال الجولة الاولى ضد السنيغال بثنائية نظيفة من خلال الفوز في مباراتي الجزائر والزمبابوي مما اهله الى ربع النهائي ب 6 نقاط في حين خرج منتخب بوركينا فاسو متصدرا للمجموعة الاولى مكذبا كل التكهنات ليترشح الى هذا الدور بانتصار وتعادلين بمعية الكامرون.
وسيكون أبناء المدرب هنري كسبرجاك مدعوين بقوة الى البناء على النقاط الايجابية كما لاحت في مباريات الدور الاول وتجنب الهنات في مباراة لا تحتمل الاخطاء بل قد تكلفنا غاليا وترمي بامانينا خارج المسابقة وذلك من خلال تدعيم النزعة الهجومية التي مثلت نقطة مضيئة في اداء النسور مكنته من احتلال صدارة الهجوم في الدول الاول بتسجيل 6 اهداف وفي المقابل إصلاح الأخطاء الدفاعية والتي جعلتنا نقبل 5 اهداف كثالث اسوء دفاع خلال لقاءات المجموعات.
وتدل المؤشرات الوافدة من حضيرة المنتخب التونسي على قلتها بعد التعتيم الإعلامي المفروض من قبل الإطار الفني للمنتخب التونسي بإقرار الحصص التدريبية المغلقة على ان نوايا كسبرجاك تتجه الى الاستمرارية على مستوى الاختيارات الفنية و التشكيلة الأساسية حيث سيعمد الى اعتماد طريقة 4-2-3-1 والتي افرزت منتخبا هجوميا بامتياز قادر على خلق عدد هام من المحاولات السانحة للتهديف بفضل ما اظهره الثلاثي وهبي الخزري
ويوسف المساكني ونعيم السليتي من انسجام وتناغم يسر اختراق الدفاعات المنافسة.
ولئن ستكون ملامح الخط الخلفي واضحة بتواجد الرباعي حمدي النقاز وعلي معلول وايمن عبد النور وصيام بن يوسف فان حراسة المرمى لاتزال رهينة تطور الحالة الصحية لقائد المنتخب ايمن المثلوثي الذي انضم الى التدريبات العادية خلال حصة امس الخميس ويبقى ظهوره كأساسي رهين قرار الإطار الطبي للمنتخب وإذا استحالت مشاركته فان رامي الجريدي سيحرس الشباك التونسية.
ولايزال الغموض يكتنف كذلك خطة لاعب الارتكاز الثاني الذي سيلعب الى جانب الفرجاني ساسي خاصة بعد غياب محمد امين بن عمر عن الحصة التدريبية لمساء أمس الخميس بعد ان عاودته الأوجاع مرة ثانية وهو ما سيجعل قرار الإطار الفني رهين تقدير طبيب المنتخب سهيل الشملي لحالة بن عمر. وفي صورة غياب بن عمر فان المعوض سيكون منحصرا بين حمزة لحمر ولاري عازوني.
وخير المدرب هنري كسبرجاك عدم الخوض في الاختيارات التكتيكية التي سينتهجها في لقاء بوركينا فاسو مشددا على ضرورة مواصلة التحلي بالروح الانتصارية وذلك الأداء المقنع في مباراة حاسمة و صعبة لا تعترف بالحسابات باعتبار القيمة الفنية للمنافس البوركيني مع الحذر من ارتكاب الأخطاء الفادحة على مستوى الخط الخلفي امام منافس يتميز بالحيوية والسرعة والتمهيد لقلب الهجوم طه ياسين الخنيسي المطالب باقتناص اغلب الفرص المتاحة.
ومن جهته يلوح المنتخب البوركيني الذي تطور بصفة ملحوظة خلال السنوات الاخيرة واثبت خلال نهائيات الغابون انه جاهز للتالق و الذهاب بعيدا بفضل تجانس عناصره وتناغمهم باللعب مع بعضهم البعض لفترة هامة ناهزت الخمس سنوات فضلا عن المهارات الفردية التي يكتسبونها بفضل عدد من اللاعبين على غرار اريستيد بانسي لاعب اساك ميموزا الايفواري و برتران تراوري مهاجم اجاكس امستردام ومتوسط الميدان شارل كابوري لاعب كرازنودار الروسي و بكاري كوني لاعب مالقة الاسباني.
وستجد الخيول البوركينية نفسها محرومة من اللاعبين جوناتان بيتروابا لاعب النصر الاماراتي و جوناتان زونغو لاعب الماريا الاسباني الا ان ثراء الزاد البشري و تقارب مستوى اللاعبين جعل المدرب البرتغالي باولو دوارتي الذي يحمل فكرة واسعة على كرة القدم التونسية بفعل اشرافه على حظوظ النادي الصفاقسي اكد ان » العناصر الموجودة لها القدرة على تجاوز كل تاثير سلبي و ان سلوك اللاعبين فوق الميدان و كيفية تعاملهم مع استرتيجية اللعب كفيلة بالنجاح في مباراة متكافئة الى ابعد الحدود ».
ولم يكشف المدرب البرتغالي عن طبيعة التشكيلة الاساسية التي ستواجه المنتخب التونسي والتي تتماشى مع طبيعة المنافس الذي تكمن خطورته في الجانب الهجومي وهو مايشير الى امكانية تعديله على تركيبة وسط الميدان بالتعويل على لاعبين اثنين في الارتكاز هما عبدو الرزاق تراروي لاعب كرابوكسبور التركي وشارل كابوري الذي ينشط في كرازنودار الروسي مع مواصلة الاعتماد على الهجومات المرتدة نقطة القوة الرئيسية للمنتخب البوركيني
ويذكر ان الاتحاد الافريقي لكرة القدم قد عين الحكم الجنوب افريقي دانيال بينيت لادارة المباراة بمساعدة مواطنه زيكيلي سيوالا والغيني ابوبكر دومبويا.