قال الامين العام للجامعة العامة التونسية للشغل الحبيب قيزة صباح اليوم الاثنين إنه « لا يمكن انتاج التنمية في تونس في ظل غياب العدل، مضيفا انه « رغم المكاسب السياسية التي جاءت بها ثورة 14 جانفي 2011 الا أن الدولة مازالت ضعيفة وغير قادرة على تطبيق القانون وتحقيق النمو المطلوب للاستجابة لمطالب الشعب ».
وأوضح خلال احتفال الجامعة باليوم العالمي للشغل، أن الدولة القوية ليست هي الدولة التي تستعمل القمع كأسلوب حكم وإنما الدولة التي تنتهج التوزيع العادل للثروات والتي تعمل على تقليص الفوارق بين الجهات، داعيا الى ضرورة الانصات الى المطالب االشرعية للمحتجين والتعامل معها بكل جدية.
وبين ان الحلول لا يمكن ان تأتي ب »الدمغجة والخطاب السياسي الاجوف »، وفق تعبيره، وانما بالحلول العملية والواقعية، مشيرا الى ان كل المؤشرات الاقتصادية وصلت الى الخط الاحمر من خلال تدهور المقدرة الشرائية للمواطن التونسي وتقلص نسب الانتاج وغياب منوال اقتصادي قادر على تحقيق الرفاه.
واعتبر ان الدولة لم تسع إلى تثبيت مبدأ التعددية النقابية الذي « بقي حبرا على ورق »، داعيا في هذا الاطار كل القوى الوطنية والتقدمية الى توحيد الرؤى والعمل في اطار جبهة واحدة لمواجهة الازمة.
وأفاد أن المؤتمر العام للجامعة العامة التونسية للشغل سيعقد أيام 3 و 4 و 5 ديسمبر 2017 وسيقع خلاله تقديم كل البدائل الاقتصادية للنهوض بمكانة البلاد، مبينا أن من دور النقابات ايضا تقديم مقترحاتها والعمل على اسناد المجهود الوطني بالافكار و التصورات.
وعرج على المسار الديمقراطي التونسي بالقول إن « الديمقراطية في تونس مهددة اذا لم تقف كل الاطراف الوطنية لحمايتها من خلال تحقيق التوازن الجهوي ودفع عجلة الانتاج الاقتصادي »، مؤكدا ان الوقت حان للتفكير في انطلاقة جديدة لتونس ببرامج اقتصادية واجتماعية طموحة وجريئة.
ووجه قيزة رسالة تضامن باسم الجامعة العامة التونسية للشغل الى الاسرى الفلسطينيين، عبر فيها عن مساندته لهم ولكل « قوى التحرر في العالم التي مازلت ترزخ تحت نير الاستعمار »، على حد قوله.
يشار إلى ان احتفالية الجامعة العامة التونسية للشغل بمناسبة عيد الشغالين العالمي، تخللتها مداخلات نقابية حول دور المراة النقابية واسهاماتها في تأطير العمل النقابي والاصغاء للمراة العاملة، كما تضمنت نقاشات حول كتاب المصلح التونسي الطاهر الحداد « العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية « ، الذي صدر في عشرينات القرن الماضي ويؤرخ الحركة العمالية التونسية.