لبوابة الإذاعة التونسية : عبد الستار النقاطي
مرت يوم الأربعاء 13 ماي 2017 الذكرى العاشرة لوفاة الأستاذ الحبيب شيبوب ، وقد قامت ابنته سهى شيبوب ، بجمع ثلة من الذين عاشروه وعرفوه عن قرب على غرار الاستاذ المحامي الشاذلي بن يونس ومحمد رؤوف يعيش مدير الإذاعة الوطنية في التسعينات ، والأستاذ عبد الرؤوف الباسطي ر.م.ع الإذاعة والتلفزة التونسية إلى نهاية سنة 2002 ووزير الثقافة الاسبق ،والأستاذ الجامعي رشيد القرقوري ،والصحفي رشيد البكاي المراسل الجهوي السابق للإذاعة والتلفزة من بنزرت والإعلامي الحبيب جغام … وقد تحدث كل من هؤلاء عن الراحل مبرزين مناقبه وخصاله مثمنين ثقافته الواسعة كأديب وشاعر ومنتج اذاعي قوي الذاكرة كثيف الإنتاج ، كما انه عرف في الاوساط الثقافية كمحاور نشيط واسع المعرفة متعدد المصادر والمستندات. والمعروف عن الأستاذ الحبيب شيبوب أن منزله يعتبر بحق مكتبة زاخرة بمئات الكتب والمراجع ، ومن العادات التي بقي وفيا لها مطالعته للكتب والمجلات والجرائد اذ تؤكد ابنته السيدة سهى انه يطالع ما يصدر من كتب ومجلات كل ليلة ولن ينام إلا ما يكمل ما بدا في مطالعته ، وأضافت انه كان شديد الحرص على عدم اتلاف اي وثيقة من وثائقه وتعتبر مكتبته كنزا ، وأكدت أن والدها كان متأثرا بجماعة تحت السور وخاصة الاديب الكبير محمد العربي الكبادي والصحفي الكبير الهادي العبيدي والإذاعي الراحل عبد المجيد بوديدح .
وفي شهادة له حول الأستاذ الحبيب شيبوب قال الكاتب الصحفي عبد المجيد الساحلي ، بالرغم من انه شغل العديد من الوظائف ، إلا انه يبقى المنتج الوفي للإذاعة الوطنية التونسية ، فقد بدا في الإنتاج بها منذ تأسيسها سنة 1959 ولم يغادرها إلا في ماي 2007 ، لذلك يعتبر بحق عميد المنتجين الاذاعيين …وقد ترك رصيدا هائلا من البرامج الاذاعية على غرار من « الصحف القديمة « … « شعر الكفاح في عهد الحماية » … »انغام وابتسام » … »حديث الناس » « زيارة ونيارة » … »عارف عرفان » … »مع الصائمين » … » ثقافة وطرافة »… « مذاكرات » « محاورات « … »شذرات وزهرات » … »كنوز المدينة » … »اعلام المغرب في المشرق » مروج الذهب » … « أدب وتاريخ » وهو آخر برنامج انتجه قبل رحيله يوم 13 ماي 2007… ويضيف عبد المجيد الساحلي ولكن ما يلام على عميد المنتجين انه لم ينشر إلا كتابا واحدا عن الإعلامي الكبير نورالدين بن محمود صاحب جريدتي (الثريا والأسبوع )وهو ايضا المدير الثاني للإذاعة التونسية بعد الأديب والمؤرخ عثمان الكعاك .
وخانته الذاكرة الوقادة …
ويقول الإذاعي صالح بيزيد الذي رافق الأستاذ الحبيب شيبوب واحتك به وأنتج معه بعض البرامج الإذاعية على غرار » مروج الذهب » وهو اخر برنامج إذاعي قدمه معه ، أن الراحل إلى جانب أنتاجه الإذاعي الغزير هو شاعر حصيف وصحفي لامع ومؤرخ دقيق الملاحظة ومن عبث الاقدار ان المرض الذي اودى بحياته انطلق من فقدانه للذاكرة ، فقد دخل للأستوديو للتسجيل فتوقفت ذاكرته …
جبل شامخ متين البنيان …
اما رفيق درب الراحل فهو الأستاذ الشاذلي بن يونس، فقال عرفته منذ أواخر الستينات من خلال انشطة دار الثقافة ابن رشيق التي كان يديرها خالد التلاتلي وهو من عرفني (بسيدي الحبيب) وقد كان الراحل حريصا في عمله على في دار الثقافة بتكريم العديد من الأعلام التونسية ، أو في أربعينية من فقدتهم الساحة الثقافية في ذلك التاريخ ، واذكر تنظيمه للذكرى الاولى لفقيد تونس الشيخ محمد الفاضل بن عاشور ، و أربعينية الفقيد محمد الصادق مزيغ الذي ترجم القران الكريم إلى الفرنسية ، وكذلك أربعينية كل من الشاعرين جلال الدين النقاش والبشير خريف ، بالإضافة إلى تكريم الإذاعي عبد العزيز العروي والأديب محمد العروسي المطوي … ويضيف ومن الخصال التي لمسته فيها فهو قليل التأليف غزير الانتاج إذاعيا قليل الإنتاج تلفزيا ، وقد قبل بصعوبة مشاركتي في تقديم البرنامج التلفزي الأسبوعي « حومة وحكايات » وهو آخر برنامج قدمته للتلفزة بمعيته …كما انه في عمله كان قليل المدح كثير النقد ومتمسك بالعديد من المبادئ المتعلقة بالوفاء والإخلاص.
اخر حصة سجلها …
ويتذكر السيد خالد بن فقير نائب مدير الاذاعة الوطنية احد مواقف الراحل عن ندوة ادبية عقدت في الثمانينات ، ولكنه لما ذكر التاريخ اختلف فيه مع احد المثقفين ، وأصر كل منهما على موقفه ، فآخذني معه إلى منزله ، ومن مكتبته جلب المرجع وعدنا الى الاذاعة ليقدمها الى من شكك في تلك المعلومة …عندها اعتذر له فقال له ضاحكا ( كي يقلك عمك الحبيب حاجة خوذها مسلمة ) … اخر حصة سجلها للإذاعة الوطنية كانت » أدب وتاريخ » فقد اصيب بعدها بوعكة صحية شفي منها ، لكنه لم يتجاوزها اذ عاودته الوعكة وفقد بعدها الذاكرة وانتقل اثرها الى جور ربه.
الحبيب شيبوب في سطور
* من مواليد 29 ديسمبر 1931 بتونس العاصمة وتحديدا نهج باب الاقواس عدد 11
* حفظ القران الكريم مبكرا والتحق بجامع الزيتونة المعمور اين قضى ست سنوات احرز بعدها على شهادة التحصيل سنة 1952 ثم درس سنة واحدة في الحقوق.
* سنة 1554 التحق بسلك التعليم فعمل معلما في عين دراهم واكودة وباجة ثم في مدينة الجديدة التي قضى بها تسع سنوات .
* التحق وزارة التربية سنة 1968 حيث اشرف على مصلحة النزاعات لمدة 23 سنة .
* كلف بمهمة في الحزب الاشتراكي الدستوري لمدة ستة اعوام .
* أنتج مئات البرامج للإذاعة الوطنية التي التحق بها سنة 1959 الى نوفمبر سنة 2007 تاريخ اخر حصة قدمها .
* عضو بجمعية الهلال الرياضي التونسي وعضو باللجنة الادبية للمعهد الرشيدي والكاتب العام لجمعية الكوكب التمثيلي .