سيضرب المنتخبان التونسي والمصري موعدا هاما مساء غد الاحد بالملعب الاولمبي برادس من اجل تعبيد طريق العبور الى نهائيات كاس امم افريقيا لكرة القدم (الكامرون 2019) وذلك ضمن الجولة الاولى من تصفيات المجموعة العاشرة .. حيث تدل كافة المؤشرات على ان بطاقة التاهل الى النهائيات القارية ستنحصر بين « النسور » و الفراعنة » بالنظر الى تكافئ موازين القوى بينهما واسبقيتهما الموضوعية على منتخبي النيجر وسوازيلاندا.
ولن تخرج مباراة الاحد عن طبيعة الحوارات الكروية المشوقة التونسية / المصرية التي كثيرا ما اتسمت بالاثارة والغموض وصعوبة التكهن عبر مختلف المواجهات حيث التقى المنتخبان في 37 مواجهة انتهت 15 منها بفوز المنتخب التونسي وانتصر المنتخب المصري في 12 مناسبة وتعادل المنتخبان في 10 مناسبات وهي ارقام تفقد اهميتها في ظل ما يعرفه المنتخبان من تحولات عميقة. ولعل المواجهة الاخيرة بينهما في 8 جانفي المنقضي والتي انتهت بفوز « الفراعنة » بهدف دون رد والمشوار الذي قدمته التشكيلتان في نهائيات كاس امم افريقيا في الغابون قبل اشهر قليلة تؤشر الى طبيعة موازين القوى في الوقت الراهن.
ويسعى المنتخب التونسي الذي يعيش فترة انتقالية حساسة بعد الاستغناء عن الفني البولوني/الفرنسي هنري كسبرجاك واستقدام المدرب الجديد/القديم نبيل معلول وما اثاره هذا القرار من ردود فعل متناقضة صلب الشارع الرياضي التونسي بين مؤيد ومعارض لهذه العودة.
ويسعى الاطار الفني الجديد للمنتخب في ظل المنافسات الدولية الرسمية الى العودة من الباب الكبير ومحو خيبة الامل التي عرفها منتخب نسور قرطاج في نهائيات الغابون وهزيمة الوديات الاخيرة ضد الكامرون و المغرب والتي عجلت برحيل كاسبرزاك.
وقد حاول معلول من خلال القائمة المدعوة للمشاركة في التحضيرات لمواجهة مصر ان يعتمد على العناصر الاكثر جاهزية في الفترة الحالية من اجل استغلال قدرتها على صنع اللعب رغم ان هذه القائمة لم تسلم من الانتقادات بفعل غياب بعض اللاعبين اللذين برزوا بشكل لافت خلال الموسم المنقضي على غرار متوسط ميدان النجم الساحلي حمزة لحمر.
وتتجه نوايا الاطار الفني التونسي الى البحث عن تشكيلة متوازنة دفاعا و هجوما من اجل تحقيق نتيجة ايجابية اي الفوز او التعادل على الاقل من اجل المحافظة على حظوظ التاهل الى النهائيات القارية .. اذ ان قوة المنتخب المصري وصلابته تملي على المنتخب التونسي التحلي باقصى درجات الحيطة والحذر.. ولهذا فان الوعي بنقاط قوة المنافس واتخاذ جميع التدابير الفنية والتكتيكية لاحتوائها كفيل بتجاوز اي مفاجاة غير سارة خاصة و ان المدرب الارجنتيني للمنتخب المصري هيكتور كوبر بدا متحفظا بخصوص مستوى المنتخب التونسي ونتيجة لقاء رادس المرتقب.
وستحافظ التشكيلة الاساسية للمنتخب التونسي على نواتها الرئيسية بنسبة مائوية عالية مع امكانية اقحام بعض العناصر الجديدة والشابة القادرة على تقديم الاضافة وضح دماء جديدة صلب الفريق.
ومهما كانت الاسماء التي سيختارها معلول في مباراة مصر فان اللقاء المرتقب يتطلب تركيزا كبيرا من اللاعبين لان الجزئيات البسيطة هي التي ستحدد اسم الفائز في نهاية المطاف وهذه مسؤولية جماعية يتحملها اللاعبون والاطار الفني خاصة بحكم طبيعة الفترة الحالية كنهاية موسم وما يرافقها من ارهاق ذهني ونفسي وبدني.
ومن جهته ينطلق المنتخب المصري الذي خرج من نهائيات كاس امم افريقيا الاخيرة في ثوب البطل بعد بلوغه الدور النهائي وخاصة على اثر اداء جد ومتميز بفضل التاليفة التي وجدها الفني الارجنتيني والتي جمعت بين عنصري الطموح والخبرة التي ارتكزت على كتيبة من اللاعبين المحترفين اللامعين يتقدمهم محمد صلاح مهاجم فريق روما الايطالي ومحمد النني متوسط ميدان ارسنال الانقليزي وسيسعى منتخب « الفراعنة » الى مواصلة مردوده التصاعدي انطلاقا من لقاء تونس غدا بهدف تامين صدارة المجموعة والبقاء في نسق ايجابي طالما و ان الحلم الرئيسي الذي يراوده وجمهور الكرة المصرية هو التاهل الى مونديال روسيا 2018 بعد غياب ناهز 28 سنة.
وسيرفع المدرب الارجنتيني كوبر شعار الاستمرارية بالتعويل على ذات العناصر التي خاضت غمار النهائيات الافريقية في الغابون مع بعض التعديلات بفعل غياب محمود ترزيغيه حيث تتجه النية للاعتماد على رمضان صبحي لاعب ستوك سيتي الانقليزي.
واكد كوبر في اخر تصريح اعلامي له » إنه يتطلع لهزم المنتخب التونسي على أرضية ميدانه في افتتاح مشوار المنتخبين بتصفيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2019 .. رغم قوة أصحاب الأرض… »
واضاف » المنتخب التونسي قوي ويضم لاعبين مميزين شاهدتهم خلال مباراتنا الودية قبل بطولة أمم أفريقيا الأخيرة بالغابون لكني لم أتعرف بعد علي فكر المدرب الجديد » مضيفا ان » إقامة المباراة في رمضان لن يؤثر علينا ولا بد من التفاؤل ولا أستطيع الوعد بالفوز، إنما أعد بتقديم أفضل أداء وبذل أقصى جهد ممكن « .
واعترف المدرب الأرجنتيني بصعوبة المرحلة الحالية التي تأتي في ختام الموسم، قائلا » صعوبة هذه المرحلة تكمن في أن عطل اللاعبين المحترفين خارج مصر بدأت بالفعل وبالتالي لابد من إعادة تأهيلهم ».
وتقام مباراة تونس ومصر التي سيديرها الحكم المغربي بوشعيب الاحرش يوم غد الاحد بملعب رادس بداية من الساعة الحادية عشرة مساء لحساب الجولة الاولى للمجموعة العاشرة من تصفيات كاس امم افريقيا « الكامرون 2019″
ويلاقي لحساب نفس المجموعة منتخب النيجر نظيره من سوازيلندا اليوم السبت 10 جوان بنيامي.
ويتأهل الى نهائيات (الكامرون 2019) الأول عن كل مجموعة من بين المجموعات 12 بصفة مباشرة، فضلا عن أفضل ثلاثة منتخبات تحتل المركز الثاني.