حذرت دراسة أمريكية كبار السن من الإفراط في تناول الأدوية، أو ما يعرف طبيا بـ »الإفراط الدوائي »، لارتباط هذه الظاهرة بمشكلات في الحركة مثل السقوط والضعف والعجز، ولتأثيرها السلبي على سرعة المشي لديهم.
وعرفت الدراسة، التي أجراها باحثون في الجمعية الأمريكية لطب الشيخوخة، ونشروا نتائجها في الدورية العلمية للجمعية، ظاهرة « الإفراط الدوائي » بالمصطلح الذي يطلق على تناول المريض أكثر من 5 أدوية مختلفة بشكل منتظم.
وأضاف الباحثون أنه كلما زاد عدد الأدوية ارتفع احتمال الإصابة بآثار جانبية، والأخطاء في الجرعة، إضافة إلى احتمال تداخل الأدوية وتعارضها، بما ينعكس سلبا على صحة المريض، ويضاعف من مشكلات الحركة والتنقل.
وأجرى المشاركون امتحانات مفصلة لتقييم الصحة البدنية والعقلية والقدرة على الحركة والتنقل في بداية الدراسة، وفي المواعيد السنوية للمتابعة.
ومن بين التقييمات الأخرى، قام الباحثون بقياس سرعة المشي للمشاركين، ولم يستخدم أي من المشاركين وسائل مساعدة للمشي مثل العصي أو المرافقين.
كما طلب من المشاركين السير بنسق عادي في ممر خاص طوله 20 قدما، والسير وهو يتحدثون.
وأجرى فريق البحث مقابلات مع المشاركين للتعرف على حالتهم الطبية، وقدرتهم على التفكير واتخاذ القرارات.
ومن بين 482 مشاركا في الدراسة، استخدم 34 في المئة منهم أكثر من 5 أنواع من الأدوية خلال فترة الدراسة التي استمرت من 2011 حتى 2016.
فيما تناول 10 في المائة منهم أكثر من 8 أدوية، بما في ذلك المكملات الغذائية وأدوية الأمراض المزمنة.
وخلص الباحثون إلى أن تعدد الأدوية يجعل المسنين أكثر عرضة لضغط الدم المرتفع، وفشل القلب الاحتقاني، والسكري، والنوبات القلبية.
وتوصلوا أيضا إلى أن القدرة على المشي بشكل جيد، والتي تعتبر من علامات الصحة الجيدة لكبار السن، قد تتأثر باستخدام الأدوية المتعددة.
واقترح القائمون على الدراسة أن يراجع كبار السن مع أطبائهم جميع الأدوية التي يتناولونها، بما في ذلك المكملات الغذائية التي يحصلون عليها دون وصفة طبية.
كما اقترحوا أن يقوم المختصون في الرعاية الصحية بقياس سرعة المشي أثناء الفحوصات الدورية لكبار السن.