أبت الشاعرة سوسن العجمي، بعد انقطاع عن التعليم دام لأكثر من 16 سنة، إلا أن تكتب قصة نجاح بأحرف خضبها الأمل والإصرار على التألق الدائم.
هي أم لثلاثة أطفال، أصيلة منطقة قصور الساف من ولاية المهدية، نالت شهادة الباكالوريا آداب في دورة التدارك لسنة 2017 رغم الصعوبات وتشعب الالتزامات، وفق ما نقلته لـ »وات ».
تعود أهالي المهدية سماع صوت سوسن عبر موجات إذاعة دار الثقافة بقصور الساف فكانت تبعث في نفوسهم أمل الحياة وحبها وتنزع منهم اليأس والكسل.
تؤمن الشاعرة برامج ثقافية في الاذاعة المذكورة تجمع فيها الأدباء والشعراء من الشبان فتفسح أمامهم الطريق شاسعة لإبلاغ أصواتهم والتعريف بمواهبهم.
تقول سوسن، التي يعرفها كل الأساتذة خاصة وأن والدها كان من رجال التعليم، « كنت لأنجح في الدورة الرئيسية لكنني أخطأت عند خروجي بورقة امتحانات مادة العربية الرسمية معي دون أن أنتبه لذلك ».
وتتابع قائلة: » أنا امرأة صاحبة عزيمة لا يعيقني شيء في تحقيق أملي فرغم صعوبة التوفيق بين الأسرة والإذاعة والدراسة فإني نلت ما أصبو إليه ».
وتضيف سوسن العجمي وهي أم لثلاث بنات صغيرات، قائلة إن زوجها « كان السند القوي لها علاوة على أمها التي كانت تساعدها في العناية بأطفالها، شاكرة بالمناسبة أيضا بعض الأساتذة ممن آزروها وشجعوها ».
وتبقى رسالة سوسن،لا فقط للنساء بل للمجتمع بأكمله، واضحة، لسان حالها قول أمير الشعراء أحمد شوقي « وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ».