أكد وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين لدى إشرافه على افتتاح الدورة الثلاثين للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس مساء أمس الاثنين، أنه سيتم خلال السنة القادمة إعادة النظر في الميزانية المرصودة للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس التي تبلغ 80 ألف دينار وتوفير ظروف ملائمة لإقامة الفنانين، وذلك من أجل دعم هذا المهرجان ذو الاختصاص التشكيلي « باعتبار ان المحرس تعد عاصمة حقيقية للفن التشكيلي في تونس » بحسب تعبيره.
وأضاف أن السياسة الثقافية للوزارة على مدار هذه السنة متجهة نحو الجهات، وذلك تكريسا لثقافة القرب والريادة الثقافية للجهات والمهرجانات الجهوية ذات البعد الدولي، مقرا بأن هناك تفاوت في مستوى الميزانيات المرصودة للمهرجانات. وأبرز أن حكومة الوحدة الوطنية « عملت في فترة وجيزة ومرحلة متقدمة من الميزانية على تدارك هذا التفاوت من خلال تخصيص ميزانية إضافية للمهرجانات الداخلية ودعم المؤسسات الخاصة والجمعيات والهيئات التي قدّمت تصوراتها في بناء بعض المهرجانات ».
ويشارك في الدورة الثلاثين للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس التي تتواصل إلى غاية يوم 26 جويلية الجاري 17 دولة عربية وأوروبية هي تونس ولبنان وسوريا والكويت وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وفلسطين ومصر وليبيا والمغرب والجزائر والأردن والسودان وفرنسا واسبانيا والبرازيل وجزر الموريس.
وتتميّز الدورة الحالية للمهرجان بإطلاق أغنية خاصة بالمهرجان من كلمات خليل قويعة والحان محمد العود، فضلا عن إصدار كتاب رسمي للمهرجان بعنوان « منابر المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس : خروج الفن الى الشارع » وهو من تأليف محمد بن حمودة، بالإضافة إلى تنظيم يوم 22 جويلية تظاهرة بعنوان « حديث الذكريات » تكريما لروح مؤسس المهرجان « يوسف الرقيق ».
كما سيتم تنظيم تظاهرة « 24 ساعة فنون » تمتد من الساعة السابعة صباحا من يوم 22 جويلية إلى السابعة صباحا من يوم 23 جويلية. وتتضمن رحلة بحرية إلى المعلم الأثري يونقة وشاطئ الشفار إلى جانب تنظيم ورشة للتصوير الفوتوغرافي بالإضافة إلى أمسية فلكية بمساهمة قصر العلوم بالمنستير تتخللها أمسية للشعر الشعبي وطبال قرقنة لتنتهي بعرض البالي الروسي وإنجاز مجسم كبير يخلد ذكرى الدورة.
ويتضمن افتتاح المهرجان معرضا يوثق لأهم ما تم إنجازه في الدورات السابقة، أما في حفل الاختتام فسيتم عرض الأعمال المنجزة في الدورة الحالية وورشة للأطفال واليافعين وورشة للفنانين بالإضافة إلى ورشة الترميم وصيانة الأعمال الموجودة في حديقة الفنون، ومنابر تتمثل في دعوة رموز من المفكرين والنقاد للنقاش حول مواضيع ومحاور فنية والعروض الثقافية التي تقام صلب المهرجان انفتاحا على المحيط وتنشيطا للجهة حيث سيقع في هذه الدورة التركيز على تنشيط الشارع وذلك استعادة لشعار الدورة الأولى للمهرجان المتمثل في « الفن يزدهر في الشارع » إضافة إلى تكريم عدد من الفنانين وهم خليل قويعة وسامي الساحلي ومحمد بن عياد والفنان الجزائري محمد حداد وإسماعيل الرفاعي من سوريا وشمس الدين العوني والفنان اللبناني الراحل وجيه نحلة.
جدير بالذكر أن الميزانية المرصودة للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس قدّرت بـ 80 ألف دينار لم يتم الترفيع فيها منذ سنة 2002 وفق ما أفاد به مدير المهرجان اسماعيل حابة خلال ندوة صحفية تم عقدها يوم 13 جويلية بمدينة المحرس لتسليط الضوء على برنامج الدورة الجديدة للمهرجان.
وذكر مدير الدورة بخصوص ضعف المشاركات الأجنبية في المهرجان، أن ذلك يعود أساسا إلى « الوضع الأمني الهش » الذي تمر به البلاد والاشكاليات المادية التي تعترض الهيئة المديرة لتوفير الاقامة اللائقة للضيوف داعيا في هذا السياق السلط المعنية للإسراع بإنجاز حي الفنانين بالمحرس الذي طالما طالبت الهيئة المديرة للمهرجان بإحداثه.