كشفت جلسة عمل حول واقع وآفاق السياحة بولاية صفاقس نظّمتها أمس الخميس المندوبية الجهوية للسياحة بالاشتراك مع السلطة الجهوية
بهذه الولاية وبمشاركة المهنيين والمتدخلين في القطاع عن سلسلة من المشاريع الجديدة التي يتوقع أن تعطي دفعا قويا للأنشطة السياحية في الجهة في قادم الأيام.
ومن ضمن هذه المشاريع التي استعرضها المندوب الجهوي للسياحة توفيق القايد مشروع القرية السياحية بالشفار من معتمدية المحرس الذي تحصل على الموافقة النهائية
من وزارة السياحة وتمكن من إيجاد كل التمويلات اللازمة. وينتظر أن ينطلق هذا المشروع البالغة طاقته 600 سرير و72 شقة فخمة في أشغال الإنجاز الفعلي خلال شهر
سبتمبر القادم مع نهاية الموسم السياحي الحالي وفق ما أكده والي صفاقس سليم التيساوي الذي أشرف على جلسة العمل.
وأشار مندوب السياحة إلى الإنجاز الجديد المتمثل في استكمال أشغال نزل من فئة خمسة نجوم في مدينة صفاقس باستثمارات تصل الى 32 مليون دينار وبطاقة إيواء
تقدّر بــــ 220 سريرا.
ويعدّ هذا الفندق من الفنادق المميزة التي من شأنها أن تدعم توجه سياحة المؤتمرات والأعمال الذي تسلكه الجهة.
وشهدت سنة 2017 كذلك مجموعة من الإحداثات السياحية الجديدة على غرار النزل ذو الطابع المميز « دار بية » بالمدينة العتيقة والاستضافة العائلية « منارة قرقنة » ونزل
« دار الهناء » بصفاقس بالإضافة إلى فتح 17 وكالة أسفار بين وكالات من صنفي « أ » و »ب » وفروع.
وقال مندوب السياحة بصفاقس إنه يجري العمل على دفع إنجاز 3 مشاريع سياحية كبرى وهي على التوالي مشروع سيدي فنخل بقرقنة التي يضع على ذمة المستثمرين
حوالي 90 هكتار والميناء الترفيهي بمدينة صفاقس ومشروع تبرورة.
وقال توفيق القايد إن من الآفاق والاهداف المستقبلية هو بلوغ 10 آلاف سرير مع نهاية سنة 2020 وتنويع أنماط الإيواء السياحي والنزل ذات الطابع المميز ودور الضيافة،
مضيفا أن جودة الخدمات وتنويع الإنتاج والصورة المشعة للمنتوج السياحي هي أبرز المحاور التي تعمل عليها الإدارة والمهنيون لتطوير الاستراتيجية السياحية للجهة، مؤكدا
أنها تركز بالخصوص على سياحة المؤتمرات وسياحة الأعمال والسياحة الثقافية والسياحة البيئية (جزر الكنايس وجزر قرقنة) وسياحة الإقامات الريفية والسياحة الاستشفائية
والبيئية والثقافية.
وتضمّنت حصة النقاش في هذه الجلسة التي شارك فيها مختلف المتدخلين في القطاع ولا سيما أصحاب النزل ووكالات الأسفار وممثلو الهياكل المهنية والإدارية والأمنية
ومؤسسات المجتمع المدني سلسلة من التوصيات ومنها بالخصوص مزيد العناية بالمحيط السياحي من حيث النظافة والأمن والترويج لصفاقس كوجهة سياحية وبناء تصوّر
تنموي يجعل من السياحة رافدا من الروافد الأساسية للتنمية في الجهة.
وتمّت الدعوة أيضا إلى تلافي النقائص المسجلة في المؤسسات السياحية من حيث جودة الخدمات ودفع التنشيط السياحي والمراهنة على الجودة والنوعية قبل المراهنة على
الكمّ وعدد الأسرة فضلا عن الدعوة إلى دعم التكوين السياحي وتطوير بنية المطار.
وكان الوالي أكّد في مفتتح الجلسة أن السياحة تعد من الأبواب المؤدية إلى إعادة التوازن التنموي في عدد من معتمديات الولاية ومنها جزيرة قرقنة واعتبر أن هذا القطاع
يحتاج عناية موصولة ويتطلب توفير ضمانات كبيرة منها المناخ الاجتماعي والأمني السليم وهو ما تعمل على تحقيقه مختلف الأطراف.
وقال إن قطاع السياحة كقطاع استراتيجي يمكن أن يشكل مجالا من المجالات الحيوية في دفع التنمية الاقتصادية وذلك بالنظر إلى ما تكتنزه الجهة من إمكانيات ومقومات
فريدة وذات قيمة مضافة عالية. وشدد على ضرورة التحلي بالمبادرة والإيجابية لمجابهة الصعوبات الماثلة ولا سيما الصعوبات الإدارية وصعوبات المنظومة التشريعية التي
لا تواكب بعد التطورات التي عرفها المجتمع.
يذكر أنه يتوفر بجهة صفاقس 4088 سريرا موزّعة على 52 وحدة سياحية منها 30 نزل مصنّف بطاقة إيواء تقدر بحوالي 2667 سريرا، ويوجد بها أيضا 6 نزل مغلقة
لأسباب مختلفة من أبرزها الصعوبات الاقتصادية ووركود النشاط.
وقد سجّلت المنظومة السياحية بالجهة منذ بداية السنة ما يزيد عن 59 الف وافد على المؤسسات الفندقية قضوا فيها حوالي 111 الف ليلة سياحية بحسب المعطيات
التي أدلت بها المندوبية الجهوية للسياحة بصفاقس.