بأسلوبه الكوميدي في التعامل مع تفاصيل الحياة اليومية، وبكثير من السخرية التي تصل حد الاستهزاء، كانت إطلالة لطفي العبدلي في السهرة الختامية لمهرجان الزهراء الصيفي مساء الأحد وسط مدارج غصت بالمتابعين من مختلف الفئات العمرية .
ورغم اعتلاءه نفس الركح في دورات سابقة ليقدم نفس العمل المسرحي، راهن العبدلي على شبابيك مغلقة وهو ما كان له حيث توافد الجمهور على المسرح قبل بداية العرض بساعات وهو ما يظهر انشداد الجمهور لهذه النوعية من المسرح والتي تعتمد أساليب الإضحاك والسخرية وتعرية الواقع في قالب كوميدي ساخر.
وكعادته تجاوز العبدلي ما يصنف في دائرة المحظور على المستوى الاجتماعي والأخلاقي وحتى السياسي ليوجه نقده اللاذع لتصرفات وسلوكيات اجتماعية وتفاصيل هي من صميم الحياة اليومية للتونسي في أسرته وفي الشارع وفي محيطه الاجتماعي الأوسع.
تتدرج فصول المسرحية من عوالم ضيقة تبدأ مع الفرد وهو يتعايش مع محيطه القريب لتصل ذروتها حين يتحول الخطاب المسرحي إلى أداة للتعرية تنقد السلوكيات والأفكار والمواقف فيخرج الخطاب المسرحي أحيانا عن النص لا لإثراء البنية الحدثية فيه ولكن لالتقاط لحظة سخرية عابرة غايتها الوحيدة زيادة منسوب الإضحاك، وهي تقنية اعتمدها العبدلي في كثير من المرات وعلى امتداد الحكاية حتى من خلال علاقته بالجمهور الحاضر إذ يعمد الى استفزازه حينا ويسعى لإشراكه والتفاعل معه ليكسر رتابة العلاقة التقليدية على المسرح بين باث ومتقبل .
مسرحية العبدلي التي جابت المسارح ودور العرض على مدى تسع سنوات استطاعت أن تحافظ على حضورها في المشهد المسرحي رغم كونها ظلت في دائرة الرؤيا المسرحية الثابتة حيث لم يشهد النص تغيرا أو تطورا على مستوى عناصر الحكاية والحبكة السردية المشكلة لسيرورة النص مما أضفى نوعا من الرتابة على ملفوظ البطل المسرحي الذي بقي أسير قوالب مكررة.