بلغة فنية راقية اجتمعت فيها المشاعر مع الثقافات المشتركة، غنت الفنانة السورية لينا شاماميان للحب والسلام والطفولة والتسامح مساء أمس الأحد في سهرة من سهرات الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي التي تزامنت مع الاحتفال باليوم الوطني للمرأة.

سهرة استثنائية على جميع المستويات أمنتها لينا شاماميان صحبة فرقتها الموسيقية التي اجتمعت فيها جنسيات مختلفة و بمشاركة عدد من العازفين التونسيين لتنسج تناغما فنيا من حيث التنفيذ والآداء باختيارات جمالية مدروسة جمعت فيها الفنانة السورية خصوصيات موسيقية شرقية وتونسية وغربية.
لينا شاماميان التي اشتغلت في مشوراها الفني على تطوير التنويعات الموسيقية بلغات مختلفة لترصد خلفيات النوعية الموسيقية التي تبرمجها في عروضها وتقدمها لجمهورها بأسلوب أكاديمي ولائق يستجيب لمختلف الطبوع المنتقاة، وبطابعها الخاص أمتعت الجمهور بآداء مختارات من التراث الموسيقي التونسي على غرار « ام القد طويلة صالحة » و »كي يضيق بيك الدهر يا مزيانة » و »جيبولي خالي ».
ومن المدونة التراثية الموسيقية الشرقية اقترحت الفنانة السورية من أصول أرمينية وصلات عربية أصيلة شهيرة مثل « يا مال الشام » و »فوق النخل » و »قدك المياس ».
وعلى امتداد أكثر من ساعتين، استجابت لينا شاماميان لجمهورها الحاضر بأعداد محترمة لانتظاراتهم فغنت من رصيدها القديم والجديد بعد أن اختارت أن تستهل حفلها بأغنية أرمنية استحضرت فيها والدها الذي كان ينشدها لها وهي صغيرة وهي « طير الحمام ».
« أسمر اللون » أغنيتها الشهيرة التي أطلقتها سنة 2006، كانت حاضرة إلى جانب « لما بدا يتثنى » و »تدمر الكلام المباح » و »لو كان قلبي معي » و »قصة عشق » و »على موج البحر » وغيرها من الانتاجات التي رددها معها الجمهور طوال الحفل.
لينا شماميان سبق وان اعتلت ركح مسرح قرطاج الأثري سنة 2013، وكانت قد شاركت كعضو لجنة تحكيم بالدورة الأخيرة لأيام قرطاج الموسيقية وهى من أصول أرمينيّة، ولدت فى مدينة دمشق حيث زاولت دراستها وتخرجت من كليّة التجارة عام 2002.
وفى نفس العام تلقت تكوينا في المعهد العالى للموسيقى بدمشق لتسلك درب مغنية كلاسيكية متأثرة وتأثرت بموسيقى الجاز والموسيقى الشرقية والأرمينية لتفرض ذاتها الفنية بطابع غنائي مميز، وصدرت لها أربعة ألبومات.