كان آخر اعتلاء لها لمسرح قرطاج الأثري سنة 1992، غابت عن الساحة الفنية التونسية اختياريا منذ سبع سنوات لتجدد مساء أمس الأربعاء علاقتها مع جمهورها وتحرك حنينه لفترة الثمانينات والتسعينات، صوفية صادق التي تركت بصمة في العصر الذهبي للأغنية التونسية تمكنت في سهرة من السهرات الأخيرة للدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي من استقطاب جمهور اشتاق إلى عبق الأغنية التونسية في أوج عطائها.
قبل حفلها عبرت صوفية صادق في حديث مع « وات » عن شوقها الكبير لملاقاة جمهورها، ووعدت أنها ستكون في حفلها كما عهدها محبوها، ووفت الفنانة التونسية بوعدها وصدحت بحنجرتها المميزة مختارات غنائية جمعت بين التونسي الأصيل والشرقي من الزمن الجميل فضلا عن إنتاجاتها القديمة والجديدة.
واختارت صوفية صادق أن تستهل حفلها بمقطع من نشيد النصر وأغنية « أمّتي » لتذكر جمهورها بتأكيد انخراطها في اللّون الموسيقي الوطني رغم المتغيرات المجتمعية التي شهدتها تونس بعد أحداث جانفي 2011.
وصحبة فرقتها الموسيقية بقيادة نبيل زميط، تجولت صوفية صادق بين الطبوع التونسية والشرقية فاقترحت على الحاضرين بأعداد هامة كوكتالا من الأغاني التونسية تضمن « عشيري الأول » و »ياام العوينة الزرقة » و »خالي بدلني » و »أمان أمان »، ومن المقامات الشرقية أدت مقطعا من أغنية « ألف ليلة وليلة » لكوكب الشرق أم كلثوم ومقطعا من أغنية « من غير ليه » لمحمد عبد الوهاب وأغنية « تعال ننسى » للراحل ملحم بركات.
« يهبل » و »مراسيلي » و »فيك إيه » الأغاني التي عرفت انتشارا لافتا لدى الجماهير التونسية والعربية أدتها أيضا صوفية صادق وسط تفاعل ملحوظ مع رواد المهرجان الذين توافدوا لاستعادة ذكريات الزمن الجميل عندما كانت منوعات الشاشة الصغيرة تجمع العائلة وتضفي دفءا بين أفرادها.
الإقبال الهام لجمهور مهرجان قرطاج في حفل صوفية صادق عكس شغفهم بالفن التونسي ليؤكد أنه جمهور يستجيب لمختلف الذائقات الفنية ولا يهتم فقط برومانسيات شيرين ونانسي عجرم وإبداعات فايا يونان ولينا شاماميان، بل هو وفي أيضا للمواعيد الفنية التونسية ويشجع الإنتاجات المحلية.