نفذ عدد من متساكني منطقة سيدي يوسف من معتمدية جربة حومة السوق صباح اليوم الاربعاء وقفة إحتجاجية بالمسلخ البلدي، بسبب تردي الوضع البيئي وتراكم فواضل الحيوانات ما جعلهم يطلقون صيحة فزع واصفين الوضع ب »الكارثي ».
واكد المحتجون الذين يقطنون بالقرب من المسلخ أنه « أصبح يمثل محل إزعاج بسبب انبعاث روائح كريهة منعتهم من فتح نوافذ أو أبواب منازلهم ومن استنشاق هواء نقي خاصة وأن المنطقة مطلة على البحر، على بعد بضع مترات من المارينا ».
وطالبوا البلدية ب »ايجاد حل عاجل للوضعية الراهنة للمسلخ، والتي لم تطرح سابقا حتى ابان ازمة النفايات بجربة سنة 2013، لتبرز فقط منذ شهر جويلية أو أوت المنقضيين »، واعربوا عن استغرابهم « مما آل إليه الوضع بالمسلخ من اوساخ وديدان وتناثر لبقايا الحيوانات وجثثها أحيانا، وهو ما خلق تخوفات على صحتهم وصحة أبنائهم ».
وجاءت تحركات المحتجين بعد فشل مساعيهم في الحوار مع الجهات المسؤولة من النيابة الخصوصية ومن أعوان البلدية، وساندهم في مطلبهم عدد من العاملين بالمسلخ ومن القصابين الذين بدورهم استنكروا الوضع المزري لمحيط المسلخ وتقصير البلدية في رفع فضلاته، حيث حملوها مسؤولية هذا الاحتقان وتخاذلها المقصود، وفق قولهم.
يشار الى ان كشف الوضع الخارجي المزري للمسلخ من قبل عدد من ممثلي وسائل الإعلام يوم امس اثار استياء الطبيب البيطري بالمسلخ، حيث أقدم على محاولة افتكاك تقنيات العمل لاحدى الصحفيات ودفعها وتعنيفها لفظيا وفريق التصوير الذير كان معها.
ودفعت هذه الوضعية بلدية جربة حومة السوق إلى التحرك مساء أمس الثلاثاء والقيام برفع عديد الفضلات وردم فضلات أخرى ليبدو الوضع اليوم أفضل من الفترة السابقة، رغم وجود روائح كريهة فيما بدا المسلخ من الداخل في وضع عادي، وفق ما عاينته مراسلة (وات).
كما عقدت لجنة الصحة والنظافة والعناية بالبيئة ببلدية حومة السوق جلسة طارئة اليوم، استدعت لحضورها متساكني المنطقة المتضررين من انزعاجات المسلخ والقصابين واتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، وتناولت الجلسة عدة مقترحات كحل للوضعية ومنها غلق المسلخ نهائيا أو غلقه مؤقتا إلى حين تهيئته وصيانة محيطه أو استغلال المسلخ والتدخل فيه بشكل بطيء.
واكد رئيس النيابة الخصوصية ومعتمد حومة السوق نادر الخميلي خلال الجلسة أن وضع المسلخ غير مقبول ولا يرضي أي طرف وهو ما يتطلب تدخلا عاجلا ليتقرر في السياق الحفاظ على المسلخ مع تكوين لجان مضيقة للنظر في عملية تنظيف وصيانة المسلخ وللنظر في إيجاد مساحة للقيام بردم نفايات المسلخ داخلها بعد إلزام القصابين بالتعهد بتحمل مسؤولية التصرف في بعض بقايا الحيوانات المذبوحة.
واعتبر المشاركون في الجلسة أن الوضع الذي ال إليه المسلخ جاء بسبب ما فرضته طريقة التصرف في النفايات في جزيرة جربة عبر آلة لف النفايات التى لا تستوعب فضلات المسالخ، وفق مدير الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات بولاية مدنين حبيب القزوني.