استفاقت معتمدية بئر علي من ولاية صفاقس اليوم الأربعاء على وقع « يوم غضب وحداد » وإضراب عام عن العمل دعا إليه
الاتحاد المحلي للشغل بالمعتمدية بعد فقدان 12 شابا من أبناء الجهة في حادث غرق مركب الهجرة السرية الذي اصطدم بخافرة عسكرية في عرض سواحل
قرقنة مساء يوم 8 أكتوبر الجاري فيما جدد الأهالي بالمناسبة مطالبتهم بكشف الحقيقة كاملة والملابسات التي حفت بهذه الحادثة التي أودت بحياة العشرات
من أبناء تونس في ريعان الشباب.
وعرفت بئر علي منذ ساعات الصباح الأولى شللا شبه تام في أنشطة النقل الجماعي وأنشطة المؤسسات التربوية والإدارية العمومية وحتى المؤسسات
الخاصة باستثناء قسم الاستعجالي والصيدلية بالمستشفى المحلي والصيدليات الخاصة والمخابز.
واعتبر رئيس الاتحاد المحلي للشغل ببئر علي الحبيب لطيف في تصريح لمراسل (وات) بصفاقس أن الانخراط الكلي واللامشروط في يوم الغضب والحداد
المحلي منذ ساعاته الأولى مؤداه رسالة قوية للدولة وهياكلها بأنه لا مجال لتواصل التهميش وتجاهل حقوق المواطنين في العيش الكريم.
كما أكّد على أن الأهالي يطالبون بصوت واحد بضرورة تتبع كل من تثبت إدانته في حادثة غرق المركب التي يتهم فيها عديد الناجين خافرة الجيش الوطني
بالضلوع في عملية الإغراق فيما أكدت الجهات العسكرية ولا سيما وكالة الدولة العامة للقضاء العسكري في وقت سابق أن الأبحاث التحقيقية جارية في القضية
مضيفة أنها « سوف لن تتوانى عن تتبع كل من قد تثبت مسؤوليته في القضية دون التوقف عند صفته أو مركزه ».
وقال الحبيب لطيف « الحداد اليوم هو حداد على أبنائنا الضحايا والمفقودين وحداد على السلطة القائمة جهويا ومركزيا لأنها لم تعر أي اهتمام لمصابنا الجلل
وتركت منطقتنا مهمشة تعاني الفقر والخصاصة والبطالة والتهميش ».
وتواصل إلى حدود الساعة التاسعة صباحا توافد المحتجين وتجمّعهم أمام مقر الاتحاد المحلي للشغل ببئر علي. وسوف ينطلق هؤولاء المحتجين وهم بالأساس
من المواطنين وأهالي الضحايا في غرق المركب وعدد من النقابيين وأعضاء هيئة الدفاع على الضحايا في مسيرة احتجاجية سلمية باتجاه مقر المعتمدية،وفق ما
أفاد به الحبيب لطيف الذي أكد على اتخاذ منظمي المسيرة والاجتجاجات كل الإجراءات التي تضمن الطابع السلمي المدني لها.