مثل « بناء مجتمعات تنعم بالسلم واكثر ادماجا لمختلف الفئات » محور اعمال المؤتمر السنوي السادس للقادة بشمال افريقيا والمملكة المتحدة الذي انطلقت فعالياته اليوم بالحمامات بمشاركة 90 قائد من الجزائر ومصر وليبيا والمغرب وتونس والمملكة المتحدة.
و سيوفر مؤتمر الحمامات الذي ينظمه المجلس الثقافي البريطاني من 9 الى 11 نوفمبر وفق ما اكده مدير المجلس بتونس « روبرت ناس » في تصريح ل/وات/ فرصة هامة للمشاركين للتحاور والنقاش حول جملة من القضايا والتحديات التي تواجه المجتمعات المعاصرة في شمال افريقيا وفي المملكة المتحدة من اجل الخروج بتصورات لسبل بناء مجتمعات لا تقصي شبابها ولا تهمش ايا من فئاتها و توفر الامن والسلم لمواطنيها وتصون كرامتهم وحقوقهم وتفتح لهم الابواب للمساهمة في بناء المستقبل وابداء الراي في كل الخيارات بكل حرية.
وشدد في السياق ذاته على ان المطروح اكثر من بحث حلول لا يمكن تطبيقها باعتبار ما تتميز به التحديات المطروحة من تشعب وتعقد هو بناء جسور للتواصل والحوار من اجل فهم اكبر وبناء شراكات وتبادل خبرات بين القادة الشبان والكبار من مختلف البلدان والانصات الى ارائهم ومقترحاتهم والعمل مع بعضهم البعض لتعميق الوعي بالرهانات وبالتصورات الممكنة لبناء مستقبل مغاير وبناء مجتمعات عادلة لا مجال فيها للاقصاء.
وابرزت زهراء لانغي رئيسة منبر المراة الليبية من اجل السلام أن مؤتمر الحمامات هو فضاء متميز يفتح سنويا للقادة من بلدان شمال افريقيا لمناقشة التحديات التي تواجه المجتمعات في المنطقة وحتى في المملكة المتحدة من اجل بناء رؤية لسلام اكثر استدامة وبناء مجتمعات تجسم اللامركزية وفيها المزيد من العدالة الاجتماعية ولا مجال فيها للاقصاء واساسها استعادة الثقة .
وشددت لانغي من جهة اخرى على ضرورة ان يعي المجتمع الدولي صعوبة تطبيق القوالب الجاهزة او الاطر المعلبة في البلدان التي عاشت الثورة و التي تعيش اليوم مراحل انتقال صعبة اذا ما لم يتم مراعاة السياق المحلي خاصة وان هذه الاطر لا تشكل وصفة سحرية يسهل تطبيقها باليات اقامة الانتخابات او كتابة الدستور او تكوين الاحزاب فقط لينتقل المجتمع بقدرة قادر من الدكتاتورية الى الديمقراطية.
وكان وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين قد تولى ليلة امس المشاركة في الجلسة ما قبل الافتتاحية لمؤتمر الحمامات و اكد في تصريح ل/وات/ ان هذه التظاهرة مناسبة هامة لعرض التجربة التونسية ومزيد التعمق في علاقة الثقافة بالديمقراطية وفي تنمية الشعوب من خلال تقديم ابرز ملامح المشروع الثقافي التونسي الجديد.
وبين ان هذا المشروع يقوم اساس على تطويع الثقافة لمبادئ الحرية وتفعيل مفهوم المواطنة من خلال الفعل الثقافي محليا وجهويا ودوليا و تكون الثقافة بذلك مطية للتنمية والديمقراطية ولتجسيم حق الجهات في التنمية الثقافية والفكرية وتطوير الصناعات الثقافية الابداعية.
واوضح ان السياسة الثقافية في تونس اليوم لا تقوم على مشروع ثقافة الاملاءات بل على مشروع ثقافة الابداع والمبادرة وثقافة المواطنة الفاعلة مبرزا ان تونس اليوم علامة بارزة في السياق الدولي بحاضرها الجديد وبتاريخها العريق الذي تمتد جذوره الى اكثر من 98 الف سنة والتي تشكل مبعث فخر واعتزاز وركيزة لعلاقات دولية اساسها الاحترام المتبادل والشراكة.
ويتناول مؤتمر الحمامات الذي اصبح اليوم بعد ست سنوات من اطلاقه يعد شبكة تجمع 400 من القادة الشبان والقادة الكبار في اطار ورشات حوار وورشات عمل محاور متنوعة من بينها سبل « تحقيق الادماج الجميع » وخاصة الفئات المهمشة و » اي قادة لتحقيق تغيير دائم » بالاضافة الى محور » مستقبل سلمي مستدام وشامل للجميع ».