يتميز المعلم التاريخي » الكازينو » بحمام الانف الذي يعود تشييده الى القرن التاسع عشر، إبان الحقبة الاستعمارية، بموقع استراتيجي مميز حيث يطل على الواجهة البحرية للمدينة وينفرد بهندسة معمارية تجمع بين الطابع الاوروبي الموريسكي والنقائش المعمارية الاندلسية مما جعله قبلة للزوار من أبناء المدينة وغيرهم من متساكني الضاحية الجنوبية للعاصمة على امتداد سنوات .
وفي هذا السياق افادت المهندسة المعمارية بالمعهد الوطني للتراث منال الشعري لوكالة تونس افريقيا للانباء ان وزارة الشؤون الثقافية ستدرج اعتمادات خاصة بترميم بعض المعالم التاريخية ومن ضمنها معلم الكازينو بحمام الانف في ميزانية الوزارة لسنة 2019 .
وأضافت الشعري، أن المعلم اصبح مصنفا بمقتضى قرار حماية مؤرخ في 1 سبتمبر2000 ضمن المعالم التاريخية بالبلاد التونسية، مشيرة الى ان وضعيته مقارنة بمعالم اخرى بالمدينة على غرار القصر الحسيني، ليست حرجة ولاتتطلب التدخل العاجل انما يبقى في حاجة للترميم والصيانة و »هو مايحول دون قابليته لاستضافة انشطة » وفق تقديرها .
وذكرت محدثتنا ان المعهد الوطني للتراث أنجز دراسة فنية حول الوضعية الانشائية للمعلم سنة 2015 وبعد تشخيص فني مفصل للوضعية التي عليها تم تقدير الكلفة الاجمالية للترميم في حدود 350 الف دينار، تم على إثرها مراسلة بلدية حمام الانف سنة 2017 لاعلامها بالتقديرات المالية لترميم المعلم الا ان البلدية طالبت، بحكم ضعف مواردها، وزارة الشؤون الثقافية بالتكفل بجزء من الكلفة التقديرية.
ومن جانبه أوضح رئيس منتدى المبدعين بحمام الانف البشير الشوكاني أن هذا المعلم يحتل موقعا كبيرا لدى متساكني حمام الانف بالنظر للقيمة التاريخية التي يمثلها في ذاكرة اجيال متعاقبة، لافتا إلى أن الفضاء ظل قبلة لعديد الانشطة الثقافية على غرار مهرجان المدينة بحمام الانف في دورات متعاقبة.
ويشكو المعلم من انقطاع الماء الصالح للشراب، نتيجة متخلدات بالذمة لفائدة الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه وصلت الى حدود 24 الف دينار لم تستطع بلدية المكان استخلاصها في حين توصلت الى ايجاد صيغة اتفاقية مع الشركة التونسية للكهرباء والغاز لمواصلة الانتفاع بالخدمات رغم عدم خلاص المعاليم .
للتذكير فإن مدينة حمام الانف مدينة ساحلية تطل على البحر الابيض المتوسط وتستمد اسمها التاريخي من عيني ماء حارتين تقعان في سفح جبل بوقرنين كان يطلق عليها اسم « نارو » في العهد الروماني وتضم عددا من المعالم التاريخية المشهورة على غرار القصر الحسيني الذي شيد سنة 1750 و كنيسة « سانت ماري » الى جانب عدد من الحمامات الاستشفائية .