تباحث ثلة من الكتاب والجامعيين، يوم الثلاثاء، مسائل متعلقة بإشكالات الترجمة بين الناشر التجاري والناشر الثقافي وذلك في اطار البرنامج الثقافي للدورة 34 لمعرض تونس الدولي للكتاب التي تتواصل الى غاية يوم 15 أفريل الجاري.
وتطرق المشاركون في هذا اللقاء الى أهمية الجهاز الترجمي في الانفتاح على الثقافات الاخرى معتبرين ان الثقافات غير المترجمة هي ثقافات جامدة. وأشاروا في هذا الصدد الى إشكال عدم التوافق المفاهيمي في عدد من المصطلحات الخاصة بحقل الفنون التشكيلية والفنون البصرية مما عسر عملية تعميق الدراسات الانسانية والفنية، حسب اعتقادهم.
واقترحوا في هذا السياق بعث مشروع مشترك بين الهياكل الجامعية والثقافية لايجاد توافقات والتقاءات حول المصطلحات المتعلقة بمجال الفنون البصرية لتطوير إشعاعها والتعريف بخصوصياتها عبر ترجمة آثارها بلغات مختلفة.
وفي جانب آخر اهتم المشاركون بمسألة ترجمة النص القرآني الى اللغة الفرنسية من منظور المستشرقين وانطلاقا من ترجمات « كازيمرسكي » و »بلاشار » حيث انتقد المحاضرون وضع مقدمات لترجمة النص القرآني مجمعين على أن المقدمة الوحيدة للقرآن هي سورة الفاتحة ووجب على المترجمين احترام سياق قدسية النص المترجم.
وبين المشاركون في مداخلاتهم أن إدراج مقدمات في ترجمة النص القرآني أفضت الى احداث تباينات في الترجمات وهو ما أثر، وفق تقديرهم، على استعدادات المتلقي الفرنسي للنص القرآني على مستوى الفهم والتأويل ووصفوا ترجمات بعض المستشرقين بالثقيلة وبأنها تتوسل بمعارف ومفاهيم صعبة التناول حتى على العرب المسلمين، وأجمعوا في هذا السياق على أن عملية الترجمة هي حراك علمي قائم على ابتكار صياغة كتابية يسيرة الفهم وليست مجرد عملية نقل نص من لغة الى اخرى.
وتحدث بعض الحاضرين في اللقاء عن تجاربهم في مجال الترجمة ومدى مساهمة الحركة الترجمية في التعريف بأعمالهم في عدة دول أخرى من شتى الثقافات.