لبوابة الإذاعة التونسية : عبد الستار النقاطي
واحدة من السهرات الكوميدية الرائقة تلك السهرة االتى أثثها جعفر القاسمي ومجموعة من الممثلين الشبان ، سهرة » ثلاثة في واحد » انطلقت في الساعة العاشرة والربع ليل ، وقد واكبها جمع كبير من الإعلاميين … انطلق العرض بالأضواء المتلألئة لحد الإبهار والموسيقى القوية الصاخبة المصاحبة ، كما اعتمد الفريق المعد على « الطائرة الدراون » لتصوير العرض الأول محلقة على مسافة قريبة فوق المسرح ، ووسط تصفيق وكبير من الجمهور الذي كان ينادي « جعفور جعفور » ظهر جعفر وهو يلبس لباسا تقليديا تونسيا اسود اللون مع حذاء رياضي… نجم السهرة شكر الجمهور على حضوره اللافت وتفاعله ، وطلب منهم الوقوف دقيقة صمت ترحما على روح فقيد الساحة الفنية المطرب حسن الدهماني ، و بعدها قال إن من حضر السهرة لن يندم على ما دفعه من مال في إشارة منه لمحتوى العرض ، وأكد انه سيقدم مفاجأة سارة لجمهور سوسة ، بتقديمه لمواهب سيكون لها شان في المستقبل وهم : رياض الكشباطي حمدي مقيريس ومحمد العربي الغضباني ، وقد أعجب بهم عندما قدموا عروضهم الفردية في إحدى المسابقات ، فارتأى تبنيهم مسرحيا وتقديم الدعم لهم حتى يشتد عودهم ويأخذون مكانهم في دنيا الكوميديا الجيدة التي يتفاعل معها الجمهور لأنها تدخل عليه مسحة من الضحك والترفيه … وبالفعل لقد تفاعل الجمهور الحاضر تارة بالضحك وأخرى بالتصفيق مع كل موهبة لان كل من الذين ذكرناهم قدم « سكاتش » مأخوذا من حياتنا اليومية ومنها حديث الممثل الطويل القامة عن كيفية تعامل الناس مع طوله اللافت وخاصة كيف ظنته إحدى العائلات « شمسية » موجودة على شاطئ البحر وهو يضع على رأسه مضلة عملاقة واقفا ليستمتع قليلا بزرقة البحر … أما نجم السهرة جعفر القاسمي فقد كان محتوى ما قدمه عائلة مغرمة بالنوم في » القائلة » وهي ظاهرة موجودة في المجتمع التونسي ولا يكاد يخلو منها بيت ، واختار جعفر الحديث عن التقاليد الراسخة لدى عائلته وخاصة والد ته وجده وجدته وجعل الجمهور يضحك عن تصرفات أفراد العائلة لكنهم في الحقيقة يضحكون عن أنفسهم إن صح التعبير ، لان ما قدمه من طبق ساخر استساغه الحاضرون ولكنه نابع من واقعنا وما يعيشه مجتمعنا من تناقضات ، كما لم يغب النقد اللاذع عن العرض ، خاصة عندما يتلقى المواطن » ميساج من الصوناد » في عز الصيف وهي تنذره بقطع الماء أو رسالة قصيرة أخرى من شركة الكهرباء والغاز وهي تنذره بقطع الكهرباء في شدة الحرارة ، جعفر أيضا نقد وبشدة التهميش الذي يجده بعض الشبان في جهاتهم فيضطرهم شظف العيش والطموح للأفضل للالتجاء إلى « الحرقة » فتكون نهايتهم مأساوية في إشارة منه إلى الفاجعة التي حدثت في قرقنة …كما تطرق وبشدة إلى بعض سلوكيات التي ظهر بها التونسي خاصة بعد الثورة من كلام بذيء وكثرة الأنانية والعنف الذي أمسى يسكن العديد من التونسيين ، ولكنه ترك الأمل قائما في نهاية المسرحية .
العرض تفاعل معه الجمهور ولم يندم على حضوره لان محتوى المسرحية وما قدمه الثلاثي الصاعد جيد وهو قابل للتطوير .