واكب عشية اليوم جمهور غفير بساحة حنيش جنوبي مدينة دوز العروض المميزة لمهرجان الصحراء الدولي في اليوم الافتتاحي لدورته 51 التي تتواصل على امتداد اربعة أيام، وقد غصت مدارج الساحة ومحيطها بالزوار الذين تحولوا بكثافة لمتابعة العروض التراثية التي تجسد نمط تعايش البدو مع الصحراء في حلهم وترحالهم على غرار لوحة « الدولاب والمرحول » ولوحة « العرس التقليدي » ولوحة « عراك الفحول » الى جانب لوحة « سقي الابل » على البئر وما يصاحبها من أهازيج يرددها الرعاة تعرف بالتهليم إلى جانب لوحة الصيد بالسلوقي.
وعبر عدد من زوار المهرجان لمراسل « وات » عن انبهارهم بجمالية ساحة حنيش التي تطل على الصحراء لتساهم في إضفاء الكثير من الواقعية على اللوحات المستوحاة من تاريخ المنطقة مشيرين إلى حسن استغلال هذا الفضاء عبر نصب الخيام في محيط البئر التي تمثل رمز الحياة الحياة بهذه الربوع.
ومن ناحيته أكد مدير فرقة بلدية دوز للتمثيل وعضو لجنة إخراج العروض بساحة المهرجان منصور الصغير لمراسل « وات » أن المهرجان عاد هذه السنة إلى طابعه القديم الذي يقتصر على تقديم العروض التي تجسد عادات وتقاليد الجهة مع التخلي على الأعمال الملحمية الكبرى نظرا لما تتطلبه هذه الاعمال من إمكانيات بشرية وتقنية جبارة من أجل التحكم في ساحة حنيش التي تمثل أكبر مسرح للهواء الطلق بالعالم وكذلك تفاعلا مع مطالب الجماهير الغفيرة التي تتحول الى هذه الربوع من داخل تونس وخارجها بان يتم التركيز على اللوحات التقليدية التي تشهد تفاعلا كبيرا من قبل متابعيها على غرار لوحة العرس التقليدي او لوحة الصيد بالسلوقي فضلا عن السباقات للخيول والمهاري
وبدوره أوضح وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين لدى إشرافه على افتتاح العروض بساحة حنيش لمراسل « وات » أن مهرجان دوز يمثل تظاهرة دولية هامة نظرا لدوره الحضاري والثقافي في إحياء التراث والتاريخ والعمل على جعله منفتحا على الحداثة من خلال إدراج فقرات تبرز العادات والتقاليد وترسخ الثقافة في جذورها الانسانية والابداعية.
وأضاف وزير الشؤون الثقافية أن البلاد بحاجة لمثل هذه المهرجانات التي لها انعكاس كبير على المشهد الثقافي بالبلاد لاسيما وأنها تحظى بإشعاع عالمي معتبرا مهرجان الصحراء حلقة من الحلقات الاساسية للمهرجانات بتونس نظرا لما تتسم به هذه التظاهرة بخصوصية لها علاقة بمحيطها الجنوبي الصحراوي مثمنا الاقبال الجماهيري الكبير على هذا المهرجان الذي ستعمل الوزارة على مزيد دعمه.
كما أشار المندوب الجهوي للسياحة محمد الصايم بدوره في تصريح لمراسل « وات » أن الاقبال الجماهيري الكبير على هذه الربوع ساهم في بلوغ الوحدات السياحية والمخيمات ودور الضيافة إلى طاقة استيعابها القصوى مؤكدا أن مهرجان الصحراء بدوز تمكن من إبهار الوافدين بما يبرزه من عمق للحضارة بالجنوب التونسي ومثمنا التنظيم المحكم الذي عكس انطباعا جيدا من قبل الوافدين على الجهة من داخل تونس وخارجها ومقدرا تظافر المجهودات الامنية والعسكرية والادارية في إنجاح هذا المهرجان الذي يظل نجمة ساطعة في هذه البلاد ويعزز مكانة السوق التونسية كوجهة سياحية عالمية.