أفاد عبد الرحيم سليمان المدير العام لاتحاد اذاعات الدول العربية، أنّ الاتحاد يسعى من موقعه كمنصة اعلامية عربية مشتركة الى إنجاح تغطيات فعاليات الدورة الثلاثين للقمة العربية التي تنعقد الأحد 31 مارس بتونس، من خلال احكام الاعداد والتنظيم ، وتوفير الاطارات الفنية المختصة وتجهيز فضاءات البث التلفزيوني والاذاعي.
وأضاف سليمان في حوار مع (وات) أنّ الاتحاد ساهم بـ 80 بالمائة من تجهيزات المركز الاعلامي الاذاعي والتلفزي الخاص بالقمة في مدينة الثقافة ، بكلفة ناهزت 600 الف دولار، مشيرا الى ان الاتحاد سيتولى الربط مع كل من اتحاد الاذاعات الاوروبية، واتحاد الاذاعات الافريقية، واتحاد الاذاعات الآسيوية، واتحاد اذاعات امريكا الشمالية واتحاد اذاعات الكاريبي، الى جانب وكالات الانباء العربية والعالمية، بشان خطط التغطية وتزويدها بالمعلومات اللازمة.
وأوضح، في ذات السياق، أن اتحاد اذاعات الدول العربية سيتولى كذلك تخصيص 8 قنوات على شبكاته لتوفير البث للتغطية الجماعية والثنائية للقمة بنظامي HD و SD ، وان البث الرقمي سيكون على اقمار عربسات ووفق نظام المينوس (بث ساتلي)، والشبكات السحابية ( البث عبر الانترنت).
وبعيدا عن الجانب الفني والتقني، اعرب سليمان عن امله في ان تتضمن مخرجات قمة تونس في دورتها العادية ال30 قرارا بانشاء منصة اعلامية تتيح للاتحاد العمل في كل البلدان العربية /خاصة في سوريا وليبيا واليمن والعراق/، وفي ان يصادق القادة العرب على قانون يكفل للمواطن العربي حق مشاهدة مبارايات نخب بلاده الرياضية على قنوات مفتوحة (غير مشفرة) ، مشيرا الى ان « التشفير اضر كثيرا بالمشاهد العربي »
وبين في هذا السياق ان دراسة قام بها الاتحاد لعمليات للاشتراك في القنوات المشفرة، كشفت ان الاشتراك في مثل هذه القنوات يمثل اكثر من الدخل الفردي للمواطن في بلدان عديدة حول العالم، واستشهد بدول اوروبا التي سنت تشريعات تضمن لمواطنيها حق مشاهدة منتخبات بلدانها في كبرى التظاهرات الرياضة العالمية والاقليمية على قنوات مفتوحة ، داعيا الدول العربية الى النسج على منوال هذه الدول ، خصوصا وان مثل هذه النصوص القانونية ستكون ملزمة للاتحاد الدولي لكرة القدم، ولللجنة الاولمبية وللاتحاد الافريقي وغيره من الاتحادات.وافاد في ذات الشان ان كلا من السعودية ولبنان قد سنت هذا القانون وقريبا تلتحق بهما مصر.
وبسؤاله عن حجم تعاون الاتحاد مع نظرائه من الاتحادات الاقليمية والدولية، اوضح سليمان ان اتحاد اذاعات الدول العربية يتمتع بمكانة متميزة بين الاتحادات الاقليمية والدولية التي يقيم معها علاقات مهنية وصفها ب »القوية » وان هذا التعاون يمتد ليشمل مجالات متنوعة ابرزها الانتاج المشترك وتبادل الخبرات والتدريب وتبادل البرامج والاخبار والتغطيات الرياضية والقمم ، مشيرا الى ان هذه الاتحادات تعقد مؤتمرا كل ثلاث سنوات، لتدارس القضايا ذات الاهتمام المشترك ولبحث سبل توحيد الانظمة التكنولوجية، وهي عملية قال انها « تتم تحت مظلة الاتحاد الدولي للاتصالات وبموافقته ».
وبشان اخر انجازات الاتحاد، افاد مدير عام اتحاد اذاعات الدول العربية، ان الاتحاد انشأ منذ شهرين منصة خاصة بافريقيا لتبادل الاخبار، تدار من الجزائر وقد انضم بعد اليها 17 بلدا افريقيا .
وشدد، في سياق اخر، على ان الاتحاد هو « هيكل مهني بالاساس ينأى بنفسه عن التجاذبات السياسية وعن المهاترات حتى لا تتعطل مسيرته « ، ويحاول نقل صورة حقيقية وواقعية لما يجري في المنطقة، لاسيما في ظل تطور المشهد الاعلامي وخصوصا وسائل التواصل الاجتماعي ، ويسعى الى اتاحة الامكانيات لكل التلفزيونات العربية لتبادل الاخبار عن طريق الحقائب الاخبارية اليومية سواء عبر الانترت اونظام « مينوس »، مبرزا ان الاتحاد يعمل على ان يكون فضاء للتفكير وللعمل وللانجاز من خلال اليات العمل العربي المشترك ، خدمة لشعوب المنطقة في زمن تتسارع فيه وتيرة الاحداثات التكنولوجية بشكل كبير .
يشار الى ان الاتحاد الذي يعد من اعرق مؤسسات العمل العربي المشترك، تأسس في فيفري 1969 بالخرطوم بهدف « تعزيز الروابط وتوثيق التعاون بين الاذاعات العربية الصوتية والمرئية وتطوير انتاجها شكلا ومضمونا » ، يحتفل هذه السنة بالذكري الخمسين لانبعاثه.