على قبسات القصيدة الادبية وايقاع زخم المعاني الغارقة في العشق والاختلاجات الوجدانية، انتشى عشاق مهرجان المدينة بمنوبة مساء امس الجمعة في افتتاح دورته العشرين بوصلات معطرة بالفن الأصيل وباجواء طربية امتعهم بها الفنان التونسي لطفي بوشناق.
مواويل اذابت جليد التعطش الفني لجمهور افتقد بفعل الممارسات الفنية المستحدثة والمهيمنة على المشهد الثقافي للفن الاصيل لموسيقى تغذي الارواح وتنعش الانفس وتسمو بها، فتفاعل بالتصفيق والاهات مع ملك الاصالة وبلبل الطرب بوشناق وترديد كلمات اغانيه المفعمة بالاحساس والصفاء الروحي.
بصوت جهورى وكلمات صادقة صدحت في فضاء القطب التكنولوجي بمنوبة الذي احتضن حفل الافتتاح، اطرب بوشناق فامتع وتمخضت عصارة البحث الفني المتعمق في اصول الموسيقى العربية وانعكس عمق التجربة الفنية الممزوجة بروح المسؤولية والوطنية بثقل الهموم باشجان الوطن باهات العش اللامتناهي التي تنفثها اوتار العود ومختلف ترانيم وايقاعات التخت الشرقي المرافق له.
وبمراوحة بين جملة من الأغراض والأنماط الموسيقية، غنى بوشناق باقة من أجمل أغانيه وأشهرها فشدا للفن للحياة من خلال « للحياة نغني لنحيا وتحيا الحياة » و »لوكان لي قلبان »، وشجى باحساس مرهف للحب للمرأة في مختلف تجلياتها للانثى اصل الكيان للأم والأخت والحبيبة للتونسية من خلال « نحبّك وانت نسايا » و »انت شمسي » و »قولوا لها اني اهواها » و »هاموا بشقرا وسمرا وهمت بالتونسية » وظل يردد على ايقاع زغاريد النساء « يلعن بوزينك يا روحي…حرمتي نومي عليا ».
ثم تدرج الايقاع عبر مختلف الانماطة الموسيقية ليغني « ايها الساكن عشا في الهوا ..كلما طار إلى أعلى هوى » وباقي كلمات « عجبي منك ومني »، انعش ملك الطرب الاصيل رفقة تخت شرقي مخيلة الجمهور وتقاسمه هموم الزمان باغنية « ضربني الزمان وجعني » ويا زراع الريحان » وعديد من اغانيه.
وصرح الفنان لطفى بوشناق لمراسلة (وات) في ختام الحفل، الذي استمر اكثر من ساعتين، انه جدد العهد مع جمهور ولاية منوبة ولم يبخل بحنجرته وقوة صوته ليهدي جمهوره اجمل اغانيه مراوحا بين الموشح والارتجال والقصائد، مبديا فرحته بالتفاعل الكبير مع اغانيه من مختلف الشرائح.
ولفت الى انه رغم تنويع الاغاني بين السياسي والملتزم، فقد اختار ايقاع الفرحة والبهجة في نفوس محبيه وخير الابتعاد عن الايقاع الغارق في الالم وفي هموم الامة.
من جهته اكد المندوب الجهوي للثقافة بمنوبة مراد عمارة ان برمجة نجم الاغنية التونسية والفن الاصيل لطفي بوشناق « هو اختيار يتماشى مع روح مهرجان المدينة بمنوبة الذي شق طريقه واطفأ شمعته العشرين بباقة سهرات رمضانية جمعت بين رقي الذوق والايقاع الشبابي والموسيقى المتجددة ».
واضاف ان المندوبية « راهنت على الاصوات التونسية المغردة بأحلى وأشجى الالحان من خلال عرض نبيهة الكراولي ايضا كاحد أبرز الأصوات في المدونة الغنائية التونسية، فضلا عن الاصوات الشابة المجددة التي ما تنفك تنبش في اسرار الفن وتستنبط تجلياته نافضة الغبار عما ما يحي الموروث الموسيقي يما يتناسب مع ابعاد الواقع ».
