لبوابة الإذاعة التونسية : عبد الستار النقاطي
حسب العادات والتقاليد التونسية يكون يوم الاثنين 17 فيفري 2020 (موكب فرق) الصحفي المتقاعد والكاتب الراحل محمد علي الحباشي ، فقد فقدت الساحة الإعلامية (ومؤسستي الإذاعة والتلفزة التونسيتين ) على وجه الخصوص هذا الزميل العزيز الذي وافاه الأجل المحتوم ، صباح يوم الجمعة 14 فيفري 2020 اثر نوبة قلبية ، وقد دفن مساء يوم السبت اثر صلاة العصر بمقبرة الجلاز حيث كان العديد من الزملاء ومن أهل الميدان بصفة عامة في وداعه .
الفقيد من مواليد سنة 1953 بمدينة باجة، أحرز على شهادة الأستاذية من معهد الصحافة وعلوم الإخبار سنة 1977…
وقد بدا الراحل كتاباته الصحفية في جريدة « العمل »سنة 1978 بتشجيع من مديرها الأستاذ احمد القديدي …وفي سنة 1981 التحق بجريدة « البطل « كصحفي متعاون ، ثم وباتفاق مع مؤسسها السيد المنصف المؤذن أصبح رئيس تحرير لها وحولها من رياضية إلى إخبارية جامعة ، وعن تلك المغامرة يقول في الحوار الذي نشر على أعمدة جريدة » أضواء » بتاريخ 29 فيفيري 1999 في ركن » موعد مع الصحافة « : في المنتصف الأول من الثمانينات وكانت البلاد تمر بظروف حرجة لم يكن من المسموح الوقوف موقف المتفرج فقد تتالت الضربات لخنق الحريات وضرب المنظمة الشغيلة ، فاحتجبت « صحف الرأي » واحتجبت جريدة الشعب أيضا …وللتاريخ أقول إني معتز بان حولت جريدة » البطل » من جريدة « رياضية إلى جريدة سياسية » ..وقد فتحت أعمدتها إلى القيادة الشرعية للاتحاد العام التونسي للشغل وللقوى الحية التي كانت تناضل وتقف في وجه الغطرسة …وأضاف ولابد من كلمة حق وتحية إلى الزميل المنصف المؤذن الذي كانت له الشجاعة الأدبية والسياسية ليفتح تلك الجريدة ويجعل منها منبرا حرّا .
وإجابة عن سؤال حول عدم وجود كفاءات صحفية خاصة في ميدان الصحافة المكتوبة قال : ومن قال هذا ؟ … وأضاف : تونس من البلدان العربية القلائل التي لها عراقة في ميدان الصحافة المكتوبة وقد شهدت بلادنا أجيالا متعاقبة من حملة الأقلام الأفذاذ الذين كانت لهم إسهامات جيدة خلدها التاريخ ، سواء في مرحلة الاستعمار أو أثناء بناء الدولة العصرية والمسيرة متواصلة …
كما اشتغل الراحل في البداية صحفيا في قسم الأخبار بمؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية ، وفي سنة 1991 تولى رئاسة تحرير (قسمي الأخبار الإذاعية والتلفزية كما تولى رئاسة تحرير مجلة « الإذاعة والتلفزة التونسية » من سنة 1994 إلى سنة 1997، كما أنتج العديد من الورقات والتعليق الإخبارية الإذاعية والتلفزية .
وبعد إحالته على سن التقاعد الإداري عكف الزميل محمد علي الحباشي عن تأليف الكتب وقد صدر له « التونسيون الأصول والألقاب » و »عروش تونس » و »السواحلية.. زمن البايات والدولة البورقيبية » وهو ما كان يطمح إليه حيث قال في الحوار نفسه : اطمح منذ سنوات للتفرغ للكتابة والبحث ، وهي تجربة سأخوضها في حياتي لأنها ستمكنني من الوقوف وجه لوجه مع القراء ومع النقاد .