صدرت العديد من الكتب حول رئاسة دونالد ترامب، ولكن الكتاب الأخير لمستشار الأمن الوطني السابق جون بولتون أثار اهتماما لدى الرأي العام أكثر من غيره، نظرا لمنزلة الكاتب وطبيعة المعلومات التي أوردها.
ويصف الكتاب – الذي يحمل عنوان « الغرفة التي شهدت الأحداث » – رئيسا جاهلا بأبسط الحقائق الجغرافية، ولا تتعدى قراراته رغبته في التمسك بمنصبه لفترة ولاية ثانية.
ويحاول البيت الأبيض حظر نشر الكتاب، ولكن وسائل الإعلام الأمريكية حصلت على نسخ منه، وشرعت في نشر مقاطع من محتوياته.
ويصف بولتون في كتابه لقاء جمع بين ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ على هامش قمة العشرين التي عقدت في اليابان في العام الماضي.
ويقول بولتون إن الرئيس الأمريكي « حوّل الحديث بشكل مذهل إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة (في 2020) »، مشيرا إلى قدرة الصين الاقتصادية، وطلب من الرئيس شي أن يضمن فوزه في تلك الانتخابات ».
ويقول « أكد (ترامب) على أهمية المزارعين الأمريكيين وتأثير زيادة حجم المشتريات الصينية من فول الصويا والقمح على نتيجة الانتخابات ».
يذكر أن القطاع الزراعي كان أحد القطاعات المهمة في الغرب الأوسط الأمريكي التي ساعدت في انتخاب ترامب في عام 2016.
وييبن جون بولتون في كتابه ان الرئيس الصيني ليس الزعيم المتسلط الوحيد الذي يتزلف له ترامب .
فقد كان ترامب راغبا في التدخل في التحقيقات القضائية « لمحاباة الديكتاتوريين الذين يحبهم ».
وحسب ما كتب بولتون في كتابه، عرض ترامب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساعدته في عام 2018 في التحقيق الذي كان يجري في الولايات المتحدة حول شركة تركية متهمة بانتهاك العقوبات المفروضة على إيران.
وأوضح مستشار الأمن القومي السابق أن ترامب وافق على « معالجة الأمور »، قائلا إن المسؤولين الذين كانوا يديرون التحقيق هم من « أتباع أوباما ».
ويؤكد بولتون في كتابه الادعاءات التي دفع بها الديمقراطيون حول سعي ترامب إلى وقف المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا من أجل إجبارها على التحقيق في خصمه السياسي (الديمقراطي) جو بايدن، وهو الأمر الذي دفع الديمقراطيين إلى الشروع في إجراءات عزله.
وينتقد بولتون في كتابه الديمقراطيين، ويقول إنهم « أساءوا إلى عملية العزل » بتركيزهم على أوكرانيا دون غيرها من الأمور. ويقول إنه لو وسّع الديمقراطيون نظرتهم لاقتنع العديد من الأمريكيين بضرورة عزل ترامب لارتكابه « الجرائم والجنح الكبرى » التي تقتضي إزاحته.
ولكن بولتون لم يقل إن الادعاءات الجديدة التي يوردها تقتضي عزل ترامب.
ورفض بولتون الإدلاء بشهادته في جلسات عزل ترامب أمام مجلس النواب في العام الماضي، ومنع من المثول أمام مجلس الشيوخ من أعضاء المجلس الجمهوريين.