عقب اكتشاف أول حالة اصابة بفيروس « كورونا » المستجد بمدينة جمنة من معتمدية قبلي الجنوبية خلال الاسبوع الماضي، بادرت عدة اطراف بإحداث تنسيقية محلية لمجابهة الكوفيد 19 ساهمت الى حد كبير في الحد من انتشار الفيروس وحصر الحالات المصابة مع تأمين الرعاية الكافية لبعض العائلات التي دخلت في الحجر الصحي، وفق ما ذكره، اليوم الخميس، عضو التنسيقية، الدكتور خالد البدوي، في تصريح لـ »وات ».
وأوضح البدوي أن التنسيقية بصدد اتمام اجراءات التعاقد مع مخبر خاص للتحاليل الجرثومية بولاية قابس من أجل اجراء التحاليل الضرورية للحالات المشتبه بها من اهالي جمنة بتكلفة اقل من المعتاد سيتم الاتفاق حولها.
وسيتولى الاطار الطبي وشبه الطبي المتطوع في هذه التنسيقية، والذي يمتلك التجربة في التعامل مع مرضى الكوفيد، رفع العينات مع توفير سيارة مجهزة بوسائل الحفظ تقوم بنقل هذه العينات الى المخبر المذكور دون أن يتكبد المرضى عناء التنقل، في محاولة للتسريع في عملية تطويق الفيروس والحد من انتشاره بالمنطقة، حسب ذات المصدر.
وأبرز ان عمل التنسيقية المحلية لمجابهة الكوفيد 19 بجمنة ينقسم على 3 لجان اولها اللجنة الصحية التي تضمّ عددا من الاطارات الطبية وشبه الطبية والمتطوعين من المجتمع المدني وتسهر على التقصي، وجمع القائمات للحالات الايجابية والحالات المخالطة لها، مع الاتصال بالاشخاص المدعوين للحجر الصحي، ومتابعة مدى التزامهم بهذا الاجراء، فضلا عن تحديد الاشخاص المعنيين بالتحاليل، وتامين رفعها ومتابعة نتائجها، مع المحافظة على سرية المعطيات الشخصية للحالات الايجابية، الى جانب التنسيق مع مصلحة الطب المدرسي ومصلحة الطب الوقائي بالادارة الجهوية للصحة لمتابعة الوضع الصحي بالمنطقة.
وتتمثّل اللجنة الثانية بالتنسيقية في اللجنة المالية والتي تتولى جمع التبرعات المادية من الجمعيات والافراد، وتمول مختلف التدخلات التي تتم برمجتها من قبل اللجنة الثالثة وهي اللجنة الاجتماعية التي تضمّ عددا من نشطاء المجتمع المدني وممثلي بعض المنظمات الوطنية كالكشافة التونسية او الهلال الاحمر التونسي، وتقوم بتقديم المساعدات الضرورية للعائلات المعنية بالحجر، والسهر على قضاء شؤونها مع التواصل مع الحالات الايجابية سواء بالجهة او المقيمين بالحجر الصحي بمراكز الايواء لمتابعة حالتهم الصحية وتوفير ما يستحقونه من حاجيات.
واشار الى أنه تم إحداث موقع للتنسيقية على شبكة التواصل الاجتماعي باعتبار للدور الهام الذي يلعبه الاعلام في طمأنة المجتمع، وفق تقديره.
وأوضح هذا الموقع يقوم بمتابعة الوضع الوبائي بالمنطقة عبر تقديم المعطيات الصحيحة التي يتم التحصل عليها من الادارة الجهوية للصحة ومن المخابر الخاصة، مع تحفيز الاهالي على الالتزام بالاجراءات الوقائية الضرورية لتجنب العدوى حتى وان كانت كافة الحالات المسجلة الى حد الان بجمنة مطوّقة ولم تشهد انتشارا واسعا.