أكد وزير الشؤون الدينية، احمد عظوم انه تم خلال الفترة الأخيرة، تسجيل 73 إصابة بفيروس كورونا وذلك إلى غاية أمس الجمعة، لدى الإطارات المسجدية بعدد من الولايات، من بينها تونس الكبرى والقيروان وبنزرت وجندوبة.
وقال الوزير في تصريح لصحفية (وات) بالقيروان، خلال افتتاح الدورة 48 للندوة المولدية التي تنتظم هذه السنة عن بعد، يومي 24 و25 أكتوبر الجاري، تحت عنوان « المنهج النبوي في إدارة الازمات وأثره في تحقيق المصالحة والسلم الإجتماعي « إنه لم يتم إلى حد الآن غلق أي مسجد جراء هذه الاصابات، بل تم الاكتفاء بغلقها لمدة يوم أو يومين، قصد تعقيمها، ثم تم إعادة فتحها من جديد للمصلين ».
وشدد في هذا الاطار على أن الاجراءات الوقائية التي اتخذتها الوزارة، من تعليق لصلاة الجماعة وضرورة احترام البروتوكول الصحي بارتداء الكمامة وحمل السجادة الخاصة إلى المسجد واحترام التباعد الجسدي، « ليست إجراءات عبثية وأن المقصد منها تأمين المساجد والجوامع، حتى لا يتم غلقها جراء انتشار هذا الوباء ».
وبخصوص تعليق صلاة الجمعة والجماعة، أكد عظّوم أن الغاية هي حفظ النفس وهي مقصد من مقاصد الشريعة الاسلامية. وذكّر بأنه تم تعليق الصلاة في المساجد في 13 مارس 2020 وتم إعادتها في 4 جوان الماضي، مشيرا إلى أنه بفضل هذا الاجراء، لم يتم خلال تلك الفترة تسجيل إصابات في المساجد لدى المواطنين والاطارات المسجدية.
ولاحظ أن قرار تعليق صلاة الجمعة، خلال الموجة الثانية من انتشار فيروس كورونا، تم اتخاذه حسب خصوصية كل جهة، مع ترك سلطة القرار، بتعليق صلاة الجمعة من عدمه، لكل والي وذلك حسب ما تقرره اللجان الجهوية العلمية.
وبالنسبة إلى موسم العمرة، قال وزير الشؤون الدينية إنه تم تعليقها خلال الموسم الماضي، بقرار من السلطات السعودية وتلاه إثر ذلك تعليق لموسم الحج، أما بالنسبة إلى هذا العام، فقد أقرت المملكة فتح العمرة، بصفة تدريجية، مع تنظيمها للمواطنين السعوديين في الداخل، حسب مقتضيات الوضع الوبائي وذلك على ألاّ تتجاوز مدة أداء العمرة، 3 ساعات تقريبا في اليوم، مع اتخاذ إجراءات الوقاية من فيروس كورونا.
وأضاف أنه سيتم بالنسبة إلى بقية القادمين من خارج المملكة العربية السعودية، فتح العمرة تدريجيا، موضحا أن حصة تونس من المعتمرين، لم تتحدد بعد وأنه سيتم التعامل مع السلطات السعودية، حسب ما يسمح به الوضع والجانب الصحي في تونس.
ويأتي تنظيم هذه الندوة المولدية في إطار احتفال وزارة الشؤون الدينية، على غرار كل عام، بذكرى المولد النبوي الشريف. ونظرا للوضع الوبائي في البلاد، تم تقديم المحاضرات عن طريق تقنية التواصل عن بعد، بمشاركة أساتذة وباحثين من تونس والأردن والمغرب.
وتتنزل الندوة في دورتها ال 48 في سياق تفاقم الأزمات العالمية التي تهدد الوجود الإنساني ومن بينها أزمة كورونا. وقد دعا مختلف المحاضرين إلى الاستئناس بالسيرة النبوية في إدارة الخلافات والأزمات وترسيخ السلم الاجتماعية.
وتطرقت المحاضرات بالخصوص إلى الأساليب النبوية في التعامل مع الأزمات وترسيخ المصالحة الاجتماعية وإلى منهج الرسول في تجذير التآلف والتوقي من مظاهر الاحتقان وإلى معالم السلم والتعايش من خلال سُنّة النبي محمد.