القت جائحة فيروس « كورونا » المستجد بظلالها على ولاية اريانة من خلال تراجع جل المؤشرات التنموية الاقتصادية والاجتماعية والتاثيرات السلبية المسجلة بمختلف القطاعات الحيوية، الى جانب تعطل نسق انجاز العديد من المشاريع العمومية والخاصة ذات الصلة بالبنية التحتية والاستثمار والفلاحة.
وتم خلال الدورة العادية الثانية للنيابة الخصوصية للمجلس الجهوي باريانة المنعقدة اليوم الجمعة تقييم مخطط التنمية 2016 / 2020 لاسيما التداعيات السلبية لفيروس « كورونا » المستجد على العديد من القطاعات الاقتصادية، حيث تراجعت نوايا الاستثمار في القطاع الصناعي بشكل لافت عبر تسجيل نية استثمار واحدة بقيمة 15 الف دينار و7 نوايا استثمار في قطاع الخدمات المرتبطة بالصناعة بقيمة 35 الف دينار في حين كان معدل النوايا خلال الثلاثية الاولى من السنة الحالية في المجال الصناعي 20 نية استثمار بقيمة 1 مليون و570 الف دينار و77 نية استثمار في قطاع الخدمات المرتبطة بالصناعة بقيمة 2 مليون و226 الف دينار.
كما سجل المجلس الجهوي توقف جل المشاريع العمومية التي هي بصدد الانجاز وعدها 91 مشروعا بقيمة 682 مليون دينار، في الوقت الذي كان المعدل العام لنسق الانجاز يناهز نسبة 65 بالمائة، الى جانب تعطل نسق الاستثمارات العمومية والخاصة بما اثر على سوق الشغل حيث تراجعت الانتدابات المباشرة بالمؤسسات الخاصة من 365 انتدابا خلال الثلاثية الاولى من سنة 2019 الى 27 انتدابا فقط خلال نفس الفترة من السنة الحالية.
واثرت جائحة فيروس « كورونا » المستجد على الوضع الاجتماعي والمعيشي لعدد كبير من العاملين بالمقاهي والمطاعم ومحلات المهن الصغرى والخدمات، حيث توقف نحو 12 الف عاملا اغلبهم عرضيين ومن الفئات الهشة عن العمل بنحو 1850 مقهى وحوالي 420 مطعما بما في ذلك مطاعم الاكلة السريعة، مثلما تاثر القطاع الفلاحي بالوباء من خلال توقف عمليات التصدير والتوريد لمنتجات الصيد البحري واللحوم الحمراء والبيضاء .
وقدم اعضاء المجلس الجهوي باريانة في هذا الصدد جملة من المقترحات للحد من التاثيرات السلبية لجائحة فيروس « كورونا » ابرزها اقرار اعفاءات جبائية لفائدة المؤسسات الاقتصادية ورقمنة الادارة لتيسير العمل عن بعد واضفاء المرونة اللازمة لاسناد القروض الصغرى ودعم الجمعيات في برامجها المتعلقة بالفئات الاجتماعية الهشة والاسراع في فتح الاعتمادات لاعادة نسق انجاز المشاريع واقرار امتيازات للمستثمرين وتعميم اسناد الية « الانطلاق » لتشمل جميع القطاعات والمستويات.