تدخّل فريق طبي وشبه طبي من المستشفى المحلي في طبربة مساء امس الجمعة، لنجدة عائلة تضمّ ستة افراد يعانون أعراض إصابة بفيروس كورونا ، وذلك بعد وفاة والدهم المسنّ صبيحة امس الجمعة بعد اصابته بفيروس كورونا.
تجاوزت وضعية العائلة الخط الاحمر، ليبلغ السواد القاتم والحزن الكبير ، بعد ان بلغ عدد الوفيات بسبب الكورونا في صفوفها أربعة اشخاص على فترات متباعدة ومنذ نوفمبر 2020 .
ففي ذلك التاريخ ، فقدت عائلة « بالعربي » بمنطقة الذنيبة الريفية ، العمّة التي فاق عمرها الخمسين عاما بعد اصابتها المفاجئة بفيروس كورونا ،ولم تمض ستة اشهر اخرى حتى التحق بالرفيق الاعلى والدها المسنّ الذي يتجاوز عمره الثمانين عاما بعد ثبوت اصابته بالوباء القاتل..
وفيما ماتزال العائلة تكفكف دموع الحزن والألم على فراق احبتها بسبب الكورونا ،بلغها الخبر الصاعقة يوم 27 جوان الماضي بفقدان ابنها الذي فاق عمره 31 عاما ،العامل السياحي الذي لقى حتفه متاثرا بالاصابته بالكورونا ايضا بمستشفى سهلول بولاية سوسة ..
خبر هزّ كيان العائلة من جديد ، ومزّق قلوب افرادها لتصبح ضعيفة غير قادرة على التحمل ، وعلى مواجهة هذا الفيروس الذي فتك بالعائلة واسقط افرادها الواحد تلو الاخر كأوراق الخريف..
لم تنته أحزان العائلة لتفقد بعد الابن الذي لم يحظوا بلحظات وداعه الاخير ، والده الذي يفوق عمره ال65 عاما ، لتتعمق معاناة الجميع ، بعد أن ألف الوباء أبواب منازلهم، وتمكّن من ارواح افرادهم الواحد تلو الاخر، وتحولت حياتهم الى حداد متواصل ، حاضرهم دموع واسى، ومستقبلهم يتراءى مخيفا خاصة بعد ان ظهرت عليهم أعراض الاصابة بنفس الفيروس..
وقد تولى الاطار الطبي الذي ضمّ ثلاث اطباء ، بفحص المشتبه باصابتهم ومنهم شاب يعاني ضيق تنفّس خفيف بسبب انخفاض مستوى الاوكسجين وتمكينهم من الادوية اللاّزمة ، وعادوا اليوم لإخضاعم إلى اختبارات تقصّي الفيروس السريعة واثبات اصابتهم من عدمها، مع تمكين أحدهم من مكثّف اوكسجين وكافة المستلزمات التي تمّ التبرع بها من عون صحة بالمنطقة.
وقاموا بمواساة العائلة المنكوبة ودعمها للنفسي لما تتطلبه محاربة الفيروس في نظرهم من هدوء نفسي وتجنّب الخوف والهلع وخاصة في ظل المصاب الجلل بالعائلة .
واكد رئيس قسم الاستعجالي الدكتور رشيد الحميدي المشرف على الفريق ، ان التدخلات الميدانية لنجدة مصابين بالكوفيد باتت جزء من عملهم ، خاصة في مثل هذه الحالات التي تسجّل فيها عائلات حالات وفاة، واصابة اكثر من شخص بالفيروس، هذا اضافة الى المسؤولية اليومية داخل قسم الاستعجالي وقسم الكوفيد بالمستشفى الذي لاتزال طاقة استيعابه متجاوزة مستوياتها القصوى ولايزال الطلب على الاوكسجين الطبّي من المواطنين كبيرا مثمّنا دور اعوان الصحة في المنطقة .
يذكر ان طبربة قد سجلت حالة عائلة مماثلة بها بعد وفاة ستة من افرادها بسبب الكورونا على فترات متباعدة ايضا, وبلغ عدد الوفيات في المنطقة منذ بداية الجائحة 128 حالة وفاة ، منهم 14 حالة سجلت منذ السبت المنقضي فقط.