أنهت البعثة الرياضية التونسية مشاركتها في دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 في المرتبة 57 عالميا برصيد ميداليتين واحدة ذهبية وأخرى فضية لتحتل بذلك تونس المرتبة السادسة افريقيا والثالثة عربيا في سلم الترتيب العام.
وقد شهدت الايام الاولى للأولمبياد الذي انطلق في 23 جويلية الماضي نتائج سارة وانجازات باهرة للرياضة التونسية بحصول المصارع محمد خليل الجندوبي على فضية وزن 58 كلغ في التايكواندو واحراز السباح أيوب الحفناوي ذهبية سباق 400 م سباحة حرّة في تتويج تزامن مع عيد الجمهورية .
وفي الوقت الذي ساد فيه الاعتقاد ان نغمة الانتصارات ستتواصل في مسعى لمزيد اثراء الخزينة التونسية بميداليات أخرى في محفل طوكيو، تتالت الهزائم والانسحابات من الأدوار الأولى خصوصا من الرياضيين اصحاب الخبرة الطويلة في منافسات الرياضات الفردية الذين كانت الامال معلقة عليهم للصعود على منصة التتويج على غرار ايناس البوبكري في المبارزة ومروى العامري في المصارعة ونهال شيخ روحه في الجيدو وكارم بن هنية في رفع الأثقال وأنس جابر في التنس.
ورغم خيبة الأمل الكبيرة التي رافقت الخروج المبكر لرياضيي الصف الأول، الاّ أنّ الحصيلة خلال أولمبياد طوكيو بقيت تقريبا في نفس المستوى من حيث النتائج مقارنة بالدورات الثلاث السابقة اذ احرزت تونس في نسخة بيكين ذهبية واحدة وفي نسخة لندن ذهبيتين وبرونزية وفي نسخة ريو دي جانيرو 3 برونزيات.
وفي هذا الاطار، أكد شاكر بالحاج المدير الرياضي للجنة الوطنية الأولمبية التونسية أنّ حصيلة المشاركة التونسية خلال ألعاب طوكيو تعد ناجحة على جميع المستويات بما فيها الرياضية والفنية لافتا النظر أنّ الحصول على ميداليتين (ذهبية وفضية) في ظلّ محدودية الامكانيات والوضع الصحي العالمي يعتبر انجازا كبيرا يقتضي من الجميع الاقتناع به.
وأوضح في تصريح له على الصفحة الرسمية للجنة الوطنية الأولمبية التونسية أنّ ثلثي الوفد الرياضي التونسي المشارك في أولمبياد طوكيو هو من الشباب الطموح الذي يحتاج من سلط الاشراف الدعم والرعاية والمراهنة عليه في باريس 2024 ولوس أنجلس 2028 خصوصا وأنّ عددا منهم في اشارة للحفناوي والجندوبي تمكن من الصعود على منصة التتويج.
وأبرزأنّه لأول مرةّ في تاريخ المشاركات التونسية في الألعاب الأولمبية منذ الاستقلال، تفرض تونس نفسها على منصة التتويج في 4 دورات متتالية مشيرا الى أنّ السباح أسامة الملولي هو من كسر حلقة الاخفاق وعبّد الطريق منذ دورة بيكين2008 لعدد من الرياضيين لتذوق طعم التتويج الأولمبي على غرار حبيبة الغريبي في 2012 ومروى العامري وايناس البوبكري في 2016.
وأفاد أنّ خيبة الأمل التي رافقت بعض العناصر الوطنية في أولمبياد طوكيو لا تمثل نهاية العالم مستشهدا في ذلك بانسحاب الأسترالية آشلي بارتي حاملة لقب ويمبلدون من الأدوار الأولى في رياضة التنس وعجز الصربي نوفاك جوكوفيتش المتوج بالبطولات الثلاث الكبرى الاولى هذا العام « غراند سلام » عن الظفر بميدالية أولمبية.
وبدوره أعرب محمد بن عمر مدير رياضة النخبة بوزارة الشباب والرياضة والادماج المهني أنّ المشاركة التونسية في أولمبياد طوكيو حافظت تقريبا على نفس الانجازات المحققة في النسخ الثلاث السابقة كاشفا في ذلك أنّ التحضيرات كانت متقطعة بسبب جائحة كورونا الأمر الذي أثر سلبا على مستوى الرياضيين التونسيين وفق تعبيره .
وقال انّ التقييم الفني للمشاركة التونسية في ألعاب طوكيو يبيّن أنّ المنتخب الوطني للكرة الطائرة حقق أفضل نتيجة له مقارنة بمشاركاته في الدورات الأولمبية السابقة، كما أنّ عددا من الرياضيين التونسيين في الألعاب الفردية وعددها 16 اختصاصا حسنوا ترتيبهم العالمي خصوصا في رياضة رفع الأثقال.
وشدد في تصريح له على الصفحة الرسمية للجنة الوطنية الأولمبية التونسية أنّ الحصول على ميدالية ذهبية وأخرى فضية في رياضتي السباحة والتايكواندو يعد مكسبا كبيرا للرياضة التونسية حجته في ذلك أنّ عدد الوفد الرياضي التونسي لا يتجاوز نسبة 1 بالمائة من العدد الجملي للرياضيين المشاركين في الأولمبياد.
ولاحظ أنّ انسحاب الرياضيين الذين كانوا مرشحين للصعود على منصة التتويج من الأدوار الأولى لا يستوجب التشكيك في قدراتهم باعتبار أنّ منافسيهم وصلوا الى أدوار متقدمة وحصدوا ميداليات أولمبية على حدّ قوله.
وخلص الى القول أنّ المرحلة القادمة سيعوّل فيها على الشباب المتألق في أولمبياد طوكيو مع المحافظة على الرياضيين الذين يمثلون مشاريع أبطال ولهم القدرة على الترشح والتميز في المشاركة الاولمبية القادمة في باريس 2024.
يذكر أنّ تونس كانت قد شاركت في أولمبياد طوكيو بـ 63 رياضيا في 17 اختصاصا هي العاب القوى والكانوي والكاياك والتجديف والسباحة والرماية بالقوس والرماية بالمسدس والتايكواندو وتنس الطاولة والملاكمة والمبارزة والاشرعة والمصارعة ورفع الاثقال والجيدو والتنس والكرة الطائرة (رجال).
وكانت هذه المشاركة مناسبة لبعض الرياضيين على غرار اسامة الملولي لضرب موعد مع التاريخ بعد ان سجل حضوره في الأولمبياد للمرة السادسة على التوالي وفرصة كذلك للبعض الاخر مثل الثنائي خليل الجندوبي وايوب الحفناوي لبلوغ المستوى العالي وتذوق التتويج الاولمبي فيما شكلت محطة لمنتخب الكرة الطائرة للتحضير للاستحقاقات القارية القادمة من خلال الاحتكاك بصفوة المنتخبات العالمية البرازيل وفرنسا وأمريكا والأرجنتين وروسيا. يذكر ان المنتخبات التي بلغت المربع الذهبي (فرنسا وروسيا والبرازيل والارجنتين) خاضت الدور الاول ضمن نفس مجموعة المنتخب التونسي.