نظمت عشرات الأمهات اللاتي فقدن أبنائهن في رحلات الهجرة غير النظامية عبر البحر باتجاه إيطاليا منذ سنة 2011 وقفة احتجاجية اليوم الثلاثاء أمام مبنى وزارة الشؤون الخارجية بالعاصمة تونس للمطالبة بالكشف عن مصير أبنائهن
ورفعت هؤلاء الأمهات صور أبنائهن المفقودين أمام عدسات كاميرا الصحفيين تعبيرا عن تمسكهن بمعرفة حقيقة ما جرى لهم، في ظل أنباء بلغت إلى مسامعهن عن وجود بعض منهم على قيد الحياة مسجونين في مراكز احتجاز بإيطاليا حسب قولهن
ضمن المحتجين تمسك الستينية فاطمة صورة قديمة لابنها الشاب الذي هاجر في عقده الثاني تونس سنة 2011 على متن أحد القوارب باتجاه إيطاليا يرتعش صوتها لتجيب بمرارة أنها لم تعد تذهب لا لأعراس أو مآتم عائلتها منذ فقدانه بلا خبر
وبحكم مسكنها في منطقة باب الجديد بالعاصمة حيث تتركز الوزارات طرقت هذه الأم بلا كلل أو ملل أبواب المسؤولين عبر كل الحكومات المتعاقبة بعد الثورة لكن لم يجد ملف ابنها مثل بقية المفقودين الذين هاجروا لإيطاليا طريقه للحل منذ 2011
تقول حابسة دموعها إن جميع الحكومات المتعاقبة بعد الثورة باعوا الأوهام لأمهات المفقودين بمماطلتهن وتهربهم من المسؤولية ولم يجدي أي نفع تقديمها هوية ابنها وعينات جينية له للسلطات التونسية لتحديد مصيره مع السلطات الإيطالية
وتسعى هذه المرأة من خلال مشاركتها في الوقفة الاحتجاجية لإيصال صوتها أملا في حصول معجزة تعيد ابنها المفقود إليها وإلى طفله الصغير الذي تشرف بنفسها على تربيته منذ 2011 وذلك بعدما لجأت زوجة ابنها لطلب الطلاق لتغيير حياتها
بدورها تعيش حميدة القادمة من ولاية صفاقس للاحتجاج اليوم أمام مبنى وزارة الخارجية على أمل أن تكشف السلطات التونسية عن مصير ابنها الشاب الذي ركب البحر في عقده الثاني باتجاه سواحل إيطاليا أملا في البحث عن مستقبل أفضل
وتشترك هذه المرأة في القول مع سابقتها بأنها لم تتوان في طرق أبواب كل المسؤولين عبر الحكومات المتعاقبة بعد الثورة دون جدوى وما أشعل لهيب صدرها على فراق ابنها تواتر أنباء عن وجود مفقودين على قيد الحياة في السجون بإيطاليا
وقالت ان تسجيلات فيديو تحصلت عليها عائلات المفقودين مرسلة من مهاجرين تونسيين آخرين بإيطاليا أفادت بوجود عديد المهاجرين الذين غادروا السواحل التونسية في 2011 داخل أحد السجون الإيطالية في ظروف قاسية، بحسب تعبيرها
من جهة أخرى أشارت هذه المرأة إلى تواتر بعض الأخبار عن ترحيل مهاجرين تونسيين مؤخرا من إيطاليا باتجاه ليبيا، داعية السلطات التونسية لتحريك اتصالاتها مع الجانبين الإيطالي والليبي للتدقيق في صحة المعلومات واستجلاء الأمر
وبينما لا يزال ملف المفقودين التونسيين منذ سنة 2011 يراوح مكانه دون أي خبر يثلج صدور الأمهات المكلومات، تستمر رحلات الهجرة غير النظامية باستقطاب مزيد من التونسيين من مختلف الفئات في ظل تدهور الأوضاع التي يعيشونها