أكدت الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ، دعمها التخلي خلال السنة الدراسية الجديدة عن نظام التدريس بالأفواج الذي أقرته وزارة التربية في السنة الدراسية الماضية في إطار التوقي من جائحة كورونا.
ونبهت الجمعية في رسالة مفتوحة وجهتها اليوم السبت، الى رئيس الجمهورية قيس سعيد، من أن « اعتماد نظام التدريس بالأفواج السنة الماضية وحتى مجرد التفكير في العودة إليه في السنة الجديدة يمكن تقديره بكونه اختيار غير صائب وضرب للمسار الدراسي ككل لأكثر من مليوني تلميذ وبالتالي ضرب للمصلحة الوطنية ».
واستندت إلى أن نظام التدريس بالأفواج الذي لجأت إلى اعتماده وزارة التربية تحت وطأة انتشار فيروس كورونا خلال العام الماضي، وأقرت بموجبه الدراسة يوما بيوم في مسعى لتخفيف حضور التلاميذ بالمؤسسات التربوية، نتج عنه خسارة أكثر من نصف الزمن المدرسي.
واعتبرت جمعية الأولياء والتلاميذ أن نظام التدريس بالأفواج تسبب في إهدار الزمن المدرسي بما يؤدي إلى مزيد تدهور أداء المنظومة التربوية خاصة في ما يتعلق بتدني مستوى التعليم عموما وينعكس سلبا على الامتحانات والشهائد الوطنية.
وأشارت الى أن التدريس بنظام الأفواج يزيد من فجوة الفوارق بين العائلات والجهات الميسورة والعائلات غير القادرة على مجابهة الوضع ماديا وثقافيا ومعنويا، والتي تمثل نسبة 80 بالمائة من الشعب التونسي، وفق تقديرها.
وفي سياق متصل، أكدت الجمعية تطابق وجهة نظرها مع تصريح رئيس الجمهورية لدى لقائه يوم 11أوت الجاري، بوزير التربية، الذي اعتبر فيه أنّ « ضرب التعليم يمثل جريمة في حقّ الوطن أي في حق مستقبل الأجيال الحاضرة والقادمة ».
ودعت رئيس الدولة إلى اعطاء تعليماته بالإسراع بالقيام بإصلاح وطني جذري للقطاع ككل ووضع مناهج التكوين السويّ للتلاميذ من خلال مأسسة عملية الإصلاح ببعث مجلس أعلى للتربية والتعليم وتفعيله في أفضل الآجال.
يشار الى ان وزير التربية فتحي السلاوتي كان أعلن يوم 15 أوت الجاري أن العودة المدرسية الجديدة ستكون في موعدها ودون اعتماد الأفواج، مبينا أن التلقيح المكثف سيساهم في عودة مدرسية طبيعية.
وقال السلاوتي إنه « لم يعد بالامكان اعتماد نظام الأفواج الذي لم يمكن إلا من تقديم نصف البرنامج التربوي وكذلك لأن نتائجه ستكون سلبية على التحصيل العلمي والتحصيل البيداغوجي للتلاميذ »، مذكرا بان الوزارة اضطرت الى اعتماد نظام الأفواج خلال السنة الدراسية 2020-2021 نظرا للوضع الصحي في تونس في علاقة بجائحة كوفيد 19.