انتظم، اليوم الثلاثاء، موكب رسمي مضيق بروضة الشهداء بالمنستير، إحياء للذكرى 68 لشهداء الجهة، تولى خلاله المعتمد الأول، طارق البكوش، وضع اكليل من الزهور وتلاوة فاتحة الكتاب على أرواحهم بحضور بعض المقاومين من الرحيل الأوّل وعدد من أفراد عائلات الشهداء.
وكان قد تولى قبل ذلك، وضع اكليل من الزهور على ضريح الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وتلاوة فاتحة الكتاب على روحه.
وأكد المعتمد الأوّل لـ(وات)، أنّ إحياء هذه الذكرى فيه عرفان بالجميل لمن ضحوا بأنفسهم من أجل تحرير الوطن واستقلاله، باعتبارهم « قدوة للجميع لمواصلة المشوار والعمل على خدمة البلاد ». وأضاف « أنّ هذه الذكرى هي مناسبة تذكرنا بأنّ لنا مسؤولية كبيرة تجاه الوطن ».
من جهته، أوضح الباحث في التاريخ عادل بن يوسف، أنّ 68 سنة مرت على ذكرى أحداث 31 أوت 1953 الدامية أو « ليلة الفزع الأكبر »، التي استشهد خلالها 4 شهداء (أحمد الغندري ومصطفي بن جنات وعبد السلام تريمش وسعيد المرشاوي) برصاص المستعمر.
وأضاف قائلا « انها ليلة لا تنسى في الذاكرة الجماعية لأهالي المنستير ولجهة الساحل بصفة عامة، إذ أثبت خلالها الاستعمار الفرنسي صلفه وتعسفه حيث قام بقتل هؤلاء المناضلين بالرصاص ونكّل بجثثهم، مشيرا إلى أنّه لم يقع في السنة الفارطة إحياء هذه الذكرى للأسف بسبب جائحة « كورونا ».
وأضاف، إنّ إحياء هذه الذكرى خلال السنة الجارية، اقترن بصدور كتاب للباحث خليفة الشاطر بعنوان « زمن بورقيبة » بتصدير الأستاذ عبد الباقي الهرماسي، تضمن شهادات من أبناء وأحفاد شهداء المنستير الذين أدلوا بشهاداتهم حول ظروف هذا الاغتيال والمسيرة النضالية لآبائهم وأجدادهم.
وأفاد، من جانبه رئيس المكتب الجهوي لجمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة ورموز الحركة الوطنية، فتحي بسباس، أنّ شهداء 31 أوت 1953 وقع رميهم بالرصاص دون محاكمة وهو ما يعتبر جريمة حرب، مؤكدا أنّهم كمجتمع مدني يطالبون منذ سنة 2014 برد الإعتبار للمقاومين.
وقد نظّمت، في إطار إحياء هذه الذكرى، كلّ من جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة ورموز الحركة الوطنية، وجمعية 21 جوان 1956 لسلك المعتمدين، وجمعية أبناء المقاومين معركة التحرير، وجمعية نادي الاجيال بالمنستير، تظاهرة ثقافية بمقر بلدية المنسير لعائلات الشهداء تحت عنوان « رد الاعتبار لشهداء المنستير ».