ليبيا: نشر المجموعة الأولى لمراقبي الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار خلال الاسابيع المقبلة
الجزائر 31 ا وت (وات) – كشف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة
إلى ليبيا , يان كوبيش, أن نشر المجموعة الأولى لمراقبي الأمم المتحدة لوقف
إطلاق النار في ليبيا, سيتم خلال الاسابيع المقبلة.
وأوضح كوبيش, في كلمته خلال الاجتماع الوزاري لدول الجوار الليبي الذي انطلقت
أشغاله أمس الاثنين بالجزائر ويتواصل على مدار يومين, أن « العمل جار لنشر
المجموعة الأولى لمراقبي الامم المتحدة وقف إطلاق النار, حيث تم تحديد مرافق
مؤقتة في سرت, وسوف ترسل المجموعة الأولى (إذا سمحت الظروف) خلال الأسابيع
المقبلة لدعم آلية رصد وقف إطلاق النار التي تقودها ليبيا وتمسك بزمامها ».
وفي السياق, أشاد كوبيش, ب »الجهود الدؤوبة للجنة العسكرية المشتركة (5+5),
التي مكنت من إعادة فتح الطريق الساحلي الرابط بين مصراتة وسرت مؤخرا, بدعم من
البعثة ودائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام, بالإضافة إلى
أعضاء فريق العمل المعني بالشؤون الأمنية المنبثق عن لجنة المتابعة الدولية
المعنية بليبيا », لافتا إلى « ترحيب الشعب الليبي بهذا التطور أشد الترحيب على
اعتبار ان ثماره تؤتي أكلها لجميع الليبيين ».
ولضمان السير التدريجي نحو التنفيذ الكلي لاتفاق وقف إطلاق النار, قال كوبيش,
إن « اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) تعتزم إعداد خطة عمل لانسحاب متسلسل
ومرحلي قابل للتحقق منه, بدء من انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب » موضحا أن
« الهدف منها هو التشاور بشأن هذه الخطة مع الشركاء الدوليين المعنيين وطلب
دعمهم وتعاونهم ».
ودعا المسؤول الأممي, بالمناسبة دول الجوار الليبي, إلى أن « يشتركوا أيضا في
هذه العملية وخصوصا بالنسبة لانسحاب المقاتلين الأجانب والمرتزقة ».
وشدد في هذا الصدد, على أن استمرار وجود المرتزقة والمقاتلين الأجانب
والقوات الأجنبية لايزال « يثير القلق بالنسبة لليبيا والمجتمع الدولي بما في
ذلك دول الجوار ».
وجدد التذكير في هذا السياق, بأن « مجلس الأمن حث عبر عدد من القرارات وتحديدا
قرار مجلس الأمن (2570) والبيان الأخير الصادر في 15 يوليو, وبشدة جميع الدول
الأعضاء وجميع الأطراف الليبية وكافة الأطراف ذات الصلة لاحترام التنفيذ التام
لاتفاق وقف إطلاق النار في 23 أكتوبر الماضي ودعمه, بما في ذلك عبر انسحاب
جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من ليبيا دون تأخير ».
– تأكيد على ضرورة المصالحة الشاملة وإرساء السلام –
وعن الوضع الامني بليبيا دائما, أكد ذات المتحدث, أن الأمم المتحدة على « أهبة
الاستعداد أيضا لدعم عملية التسريح ونزع السلاح وإعادة الإدماج وإصلاح القطاع
الأمني بقيادة ليبية من أجل استقرار البلاد والمنطقة على نطاق أوسع للعمل على
ذلك مع ليبيا والشركاء الدوليين بما في ذلك دول المنطقة ».
وشدد السيد كوبيش, على ضرورة أن يصاحب انسحاب المقاتلين الأجانب والجماعات
المسلحة « تعزيز الجهود في جميع أنحاء ليبيا والمنطقة على نطاق أوسع لمعالجة
الأسباب الجذرية لانعدام الاستقرار وخصوصا عبر المصالحة الشاملة وبناء السلام
« .
ولضمان أن يكون الحل دائما ومستداما, أكد المبعوث الأممي, على أهمية التدابير
والبرامج المنسقة والتكميلية المدعومة والممولة بمشاركة المجتمع الدولي إلى
جانب العمل الدولي الحازم لمجابهة العصابات الإجرامية لتهريب البشر والسلاح
والمخدرات, وكذلك التدابير التعاونية الرامية لتعزيز مراقبة المناطق الحدودية,
بما في ذلك ضرورة أن تشكل الآلية المدمجة لضبط الحدود وإدارتها جزء من الحل ».
واعتبر في هذا الصدد, أن الشراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة
الدول العربية والاتحاد الأوروبي « عامل حاسم ».
وانعقدت أشغال الاجتماع الوزاري لدول الجوار الليبي, أمس الاثنين, بالجزائر,
في يومها الاول , بحضور كافة المدعوين من وزراء الدول الأعضاء والمنظمات
الاقليمية والدولية.
وتركزت المناقشات, وفق ما أعلن عنه وزير الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية
بالخارج رمطان لعمارة على حسابه على « تويتر », حول « سبل وآليات تعزيز مساهمة
دول الجوار في مرافقة الاشقاء الليبيين لتحقيق أولويات هذه المرحلة الحاسمة من
تاريخ ليبيا الشقيقة ».
وشارك في الاجتماع الوزاري الرفيع, إلى جانب كل من وزراء ليبيا و تونس ومصر
والسودان والنيجر وتشاد والكونغو, المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة
إلى ليبيا يان كوبيش, والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط,
ومفوض الاتحاد الافريقي للشؤون السياسية والسلم والأمن بانكولي أديوي.
وأجمع المشاركون في هذا الاجتماع, على أهمية الاسراع في وضع إطار قانوني,
استعداد للانتخابات العامة المقررة في البلاد في 24 ديسمبر المقبل, وإخراج
المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد, إلى جانب توحيد المؤسسة العسكرية
كأولويات لحلحلة الازمة الليبية.
كما شددوا على أهمية دول الجوار في دفع جهود إرساء دائم الأمن و الاستقرار في
ليبيا, بما يخدم مصالح شعوب المنطقة, ورحيل المرتزقة والقوات الاجنبية.