حث مبعوث الأمين العام الخاص إلى ليبيا الأطراف الليبية الفاعلة على توحيد قواها وضمان إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية شاملة وحرة ونزيهة وفق ما افادت بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان تلقت وات نسخة منه. واكد يان كوبيش، خلال تقديمه إحاطة أمام مجلس الأمن، عبر تقنية الفيديو امس الجمعة، أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستواصل في دعم الجهود التي تفضي إلى تحقيق الوحدة والاستقرار في ليبيا.
ومن المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في ديسمبر، الموعد الذي اتفق عليه ملتقى الحوار السياسي الليبي وخارطة الطريق التي أقرها الملتقى.
وأوضح المبعوث الأممي، ورئيس بعثة أونسميل أن إجراء الانتخابات في ليبيا، « حتى في وضع أقل من المثالي، ومع كل السلبيات والتحديات والمخاطر أمر مرغوب فيه أكثر بكثير من عدم إجراء انتخابات، والذي لن يؤدي إلا إلى تعزيز الانقسام وعدم الاستقرار والنزاع ».
وقالإن مجلس النواب بصدد الانتهاء من قانون الانتخابات الخاص بالانتخابات النيابية، مشيرا إلى أن رئيس مجلس النواب، السيد عقيلة صالح، أبلغه بأن قانون الانتخابات الرئاسية قد تم اعتماده بالفعل.
أهمية المراقبة الدولية والمحلية
واوضح مبعوث الأمين العام إن المراقبة الدولية والمحلية للعملية الانتخابية تعد أمرا بالغ الأهمية، من أجل المساعدة على ضمان نزاهة ومصداقية العملية الانتخابية وقبول نتائجها حاثا جميع الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية على إرسال فرق مراقبة، بالتنسيق مع السلطات والمؤسسات الليبية، ولا سيما المفوضية الوطنية العليا للانتخابات ووزارة الخارجية عندما يحين الوقت.
ضرورة سياسية وأمنية
وقال يان كوبيش إن عقد الانتخابات، الآن، ليس مجرد التزام أخلاقي أو سياسي فحسب، بل هو ضرورة سياسية وأمنية تضمن استمرار التطورات الإيجابية التي تحققت في ليبيا منذ أكتوبر 2020، مشددا على ضرورة أن تتاح للشعب الليبي الفرصة للتعبير عن إرادته وانتخاب ممثليه بحرية ومنحهم شرعية شعبية ثابتة.
ورحب بما حققته المفوضية الوطنية العليا للانتخابات من تقدم حتى الآن بشأن التحضير لإجراء الانتخابات الوطنية المقبلة.
وقف إطلاق النار
وقف إطلاق النار لا يزال متماسكا، وفقا للسيد يان كوبيش، وقد تحقق بعض التقدم بشأن تنفيذ بعض عناصر اتفاق وقف إطلاق الناروفق قوله مضيفا أن الجهود الدؤوبة التي بذلتها اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) أسفرت عن إعادة فتح طريق مصراتة – سرت الساحلي، بدعم من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ودائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام.
واستطرد كوبيش بالقول إن استمرار وجود المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية يظل مصدر قلق شديد لليبيا والمجتمع الدولي، بما في ذلك دول المنطقة ولا سيما جيران ليبيا.
المصالحة الوطنية
وفيما يتعلق بالمصالحة، تطرق كوبيش إلى عملية الإفراج عن الساعدي القذافي بمعية عدد من مسؤولي النظام السابق، وذلك بعد سبع سنوات أو أكثر في السجن، وقد تمت تبرئتهم من التهم الموجهة إليهم من قبل محكمة ليبية في عام 2019، واصفا عمليات إطلاق سراح هؤلاء السجناء بأنها تمثل تطورا إيجابيا سيسهم في الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية.
المهاجرون واللاجئون
ومن ناحية أخرى، قدر يان كوبيش عدد المهاجرين واللاجئين المحتجزين تعسفا في مراكز الاحتجاز الرسمية، في جميع أنحاء البلاد، حتى شهر اوت، بنحو 7 آلاف شخص، حيث يتم احتجاز الكثير من المهاجرين في ظروف احتجاز لا إنسانية ويتعرضون للابتزاز والعمل القسري والتعذيب، بما في ذلك العنف الجنسي، على أيدي موظفي جهات تعمل تحت سلطة الدولة.
وأعرب عن ارتياحه إزاء التزام وزارة الداخلية بالتحقيق في مثل هذا السلوك الإجرامي ومعاقبته. داعيا الدول الأعضاء، مرة أخرى، الى إعادة النظر في سياساتها ووقف دعم العمليات الرامية إلى إعادة المهاجرين إلى ليبيا والعمل على حماية حقوق اللاجئين والمهاجرين وطالبي اللجوء.
تحذير من عدم اجراء الانتخابات
واستمع المجلس أيضا إلى إحاطة من السيدة أسماء خليفة، الناشطة الليبية في مجال حقوق الإنسان والمؤسسة المشاركة في حركة تامازيت النسائية، وفق نص البيان حيث اشارت الى إن الليبيين يتطلعون إلى الانتخابات المقبلة على أمل أن تقدم لهم الحلول.
واضافت غير إنه لا يوجد اتفاق على الأساس القانوني والدستوري للانتخابات، حتى يومنا هذا، « وهناك عدم يقين بشأن التحضير للانتخابات ».وحذرت من أن عدم قيام الانتخابات يمكن أن يؤدي إلى « انقسام المجتمع ونشوء نزاع يدمر ما بقي من البلاد ».
نقص في الإرادة السياسية لإدماج المرأة في مختلف الميادين
وبخصوص وضع النساء في ليبيا، قالت السيدة أسماء إن النساء في ليبيا خُذلن مرارا وتكرار، من كافة الجهات الفاعلة، على مدى العقد الماضي موضحة أن تلك الجهات تعاقب النساء من خلال الاستبعاد لكونهن فاعلات غير عنيفات في هذا الصراع.
وقالت »هناك نقص في الإرادة السياسية لتنفيذ الاتفاقات والسياسات لإدماج المرأة بصورة مجدية وصحيحة عبر مختلف العمليات »كما لا يؤخذ عمل النساء ورؤاهن في ليبيا على محمل الجد، حسب الناشطة الليبية التي أشارت في كلمتها أمام مجلس الأمن عصر اليوم إلى أن النساء قد تأثرن بشكل غير متناسب بالنزاع. ويشكلن نصف السكان النازحين. كما يترأسن الآن المزيد من الأسر بسبب فقدان سبل عيشها وأفراد أسرها الذكور.