افتتح المعهد العربي لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء 5 أكتوبر الجاري، المركز النموذجي لتعليم الكبار بمنطقة السيدة بالعاصمة وذلك في إطار شراكة مع المركز الوطني لتعليم الكبار وجامعة تونس للتعلم مدى الحياة.
وجاء افتتاح هذا المركز تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمدرس الموافق للخامس من شهر أكتوبر من كل سنة وهو يوم إحياء ذكرى توقيع التوصية المشتركة الصادرة عن منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) المتعلقة بالنهوض بأوضاع المعلمين.
ويستقطب المركز مع بداية فتح أبوابه نحو 20 متعلما ومتعلمة قدموا من أحياء شعبية متاخمة للحي الشعبي السيدة بالعاصمة على غرار حي هلال.
وضمن هؤلاء المتعلمين السيدة زينة الغزواني البالغة 76 عاما، التي قالت، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء إنها لم تتردد في الالتحاق بهذا المركز من أجل التعلم والخروج من الوحدة التي تعيش فيها في منزلها المتواضع بحي هلال. وبالنسبة إليها « لا يقف العمر حاجزا أمام التعلّم ».
وحول أهمية إحداث مثل هذه المراكز لتعليم الكبار وسط الأحياء الشعبية الفقيرة حيث ترتفع نسب الأمية قال رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان عبد الباسط بن حسن لوكالة تونس إفريقيا للأنباء إن تمركز أنشطة المعهد بما فيها تعليم الكبار وسط هذه الأحياء من شأنه أن يستقطب كبار السن المهتمين بالتعلم.
ومن وجهة نظره فإن ارتفاع نسبة الأمية إلى معدل 19 بالمائة من عدد السكان يعتبر رقما مفزعا ويكشف عن أ السياسات العمومية لم تعد تستمثر مثلما كانت سابقا في التعليم ومحو الأمية.
وأكد أن إحداث المركز النموذجي لتعليم الكبار يعتبر تجربة جديدة لنشر التعليم والتربية على المواطنة وحقوق الإنسان بين مختلف الفئات العمرية.
وقال « هدفنا هو تمكين كبار السن في الأحياء الشعبية من الالتحاق بالتعليم ومقاومة الأمية وتعلم المعرفة والمهارات الحياتية التي تساعدهم على مواجهة مشاكل كبيرة مثل الفقر والتهميش ».
ومن المتوقع أن يرتفع عدد المقبلين على التعلم في المركز النموذجي لتعليم الكبار بمنطقة السيدة في الفترة المقبلة مع مزيد التعريف به وبأنشطته عبر موجات إذاعة « السيدة أف أم » التابعة للمعهد العربي لحقوق الإنسان.
وقال رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان إن هذا المركز سيكون نموذجيا ولن يقتصر على التعليم القراءة والكتابة فحسب وإنما ستشمل أنشطته تعليم قيم المواطنة والمهارات الحياتية وكيفية القيام بدور إيجابي في المجتمع.
من جهته عبر مدير المركز الوطني لتعليم الكبار هشام بن عبده عن ترحيبه بافتتاح المركز النموذجي لتعليم الكبار بمنطقة السيدة بالعاصمة وذلك في إطار شراكة مع المركز الوطني لتعليم الكبار وجامعة تونس للتعلم مدى الحياة، مشيرا إلى أنه سيحظى بالدعم الفني ليكون نموذجيا على المستوى الوطني.
وقال إنه بالإضافة إلى أنشطة تعليم القراءة والكتابة سيتم تخصيص معلم في مادة المهارات الحياتية لفائدة المتعلمين من أجل تنمية قدراتهم الحياتية بما يساعدهم على فتح آفاق جديدة لهم.
واعتبر هشام بن عبده أن إحداث هذا المركز في وسط الأحياء الشعبية من شأنه أن يساعد على الحد من انتشار الأمية لاسيما في هذه المناطق الفقيرة وخاصة بين كبار السن.
وانطلقت في غرة أكتوبر الجاري السنة الدراسية الجديدة لتعليم الكبار (2021-2022) والتي يشرف عليها المركز الوطني لتعليم الكبار في نحو 947 مركز وقسم من بينهم 70 مركزا نموذجيا لتعليم الكبار. ويهدف المركز الوطني لتعليم الكبار هذا الموسم لتعليم ما بين 23 و25 ألف متعلم ومتعلمة، وفق هشام بن عبده.