لقي ما لا يقل عن خمسة من الشيعة بلبنان حتفهم اليوم الخميس فيما وصفته السلطات بأنه هجوم على محتجين كانوا متجهين للمشاركة في احتجاج دعت له جماعة حزب الله للمطالبة بعزل قاضي التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت.
وقع إطلاق النار اليوم الخميس عند أحد خطوط التماس في الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت في 1975، ويلقي الضوء على عمق الأزمة السياسية المتعلقة بالتحقيق في الانفجار الكارثي الذي وقع في الرابع من أوت 2020 ويقوض جهود الحكومة لمواجهة أحد أبرز حالات الانهيار الاقتصادي في التاريخ.
وفي مشاهد تعيد إلى الأذهان الحرب بثت قنوات التلفزيون المحلية مقاطع لرصاصات ترتطم بالمباني وترتد عنها وأشخاص يهرولون بحثا عن مكان للاختباء. وقال مصدر عسكري إن واحدة من الضحايا امرأة أصيبت بطلق ناري أثناء وجودها في منزلها، مضيفا أن جميع القتلى حتى الآن من الشيعة.
وقال شاهد من رويترز إن المدرسين في مدرسة قريبة طلبوا من الأطفال الاستلقاء ووجهوهم إلى الأرض وأيديهم على رؤوسهم.
وقال الجيش اللبناني في بيان إن إطلاق النار استهدف المحتجين أثناء مرورهم عبر ساحة الطيونة الواقعة في منطقة فاصلة بين الأحياء المسيحية والشيعية.
وقالت جماعة حزب الله وحليفتها، حركة أمل الشيعية، إن مسلحين أطلقوا النار على محتجين من أسطح مبان في بيروت اليوم الخميس مصوبين النار على رؤوسهم في هجوم قالتا إنه استهدف « جر البلد لفتنة ».
ودعا رئيس الوزراء نجيب ميقاتي إلى الهدوء، في حين انتشر الجيش بكثافة في المنطقة قائلا إنه سيطلق النار على أي مسلح في الطريق.
وذكر مصدر عسكري أن إطلاق النار بدأ في منطقة عين الرمانة ثم تحول إلى تبادل لإطلاق النار.
وقال شهود من رويترز إن دوي إطلاق النار ظل مسموعا لساعات فضلا عن عدة انفجارات نتجت عن إطلاق قذائف صاروخية في الهواء.
* اتهامات بالتحيز
ويتصاعد التوتر السياسي بشأن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، إذ تدعو جماعة حزب الله إلى عزل قاضي التحقيقات طارق بيطار متهمة إياه بالتحيز. ويريد بيطار استجواب عدد من كبار السياسيين ومسؤولي الأمن، ومنهم حلفاء لحزب الله، بسبب الإهمال الذي أدى إلى انفجار المرفأ الذي تسببت فيه شحنة ضخمة من نترات الأمونيوم.
ونفى جميعهم ارتكاب أي جريمة.
وعلى الرغم من أن التحقيق لا يشمل أيا من أعضاء حزب الله فإن الجماعة تتهم بيطار بإجراء تحقيق مسيس يركز على ناس معينة فحسب.
ومن بين هؤلاء بعض أقرب حلفاء حزب الله ومنهم شخصيات بارزة في حركة أمل الشيعية كانوا يشغلون مناصب وزارية.
وأوضحت ووثائق أن محكمة لبنانية رفضت اليوم الخميس أحدث دعوى بحق بيطار، مما يسمح له باستئناف العمل.
وأمس الأربعاء رفض سمير جعجع المعارض المسيحي لحزب الله ما وصفه بأنه أي خضوع « للترهيب » من جانب الجماعة، داعيا اللبنانيين إلى الاستعداد لإضراب سلمي إذا حاول « الطرف الآخر » فرض إرادته بالقوة.