يخيم الهدوء الحذر على شوارع العاصمة اللبنانية بيروت, بعد الأحداث الدامية التي شهدتها منطقة « الطيونية », والتي خلفت 7 قتلى, وعشرات الجرحى, وسط مخاوف من تأزم الوضع السياسي الذي يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات, فيما توالت الدعوات إلى الهدوء للحفاظ على الاستقرار و السلم الأهلي
وشهدت منطقة « الطيونية » الواقعة بين منطقتي « الشياح » ذات الأغلبية الشيعية, و »عين الرمانة-بدارو » ذات الأغلبية المسيحية, أول أمس الخميس, اضطرابات مسلحة, وصفتها السلطات بأنها « هجوم » على متظاهرين كانوا متجهين إلى القصر العدلي للمشاركة في احتجاج دعت له جماعة « حزب الله » وحركة « أمل », للمطالبة بعزل قاضي التحقيقات في انفجار المرفأ بيروت, طارق بيطار, الذي يتهمونه بتوجيه التحقيق إلى « وجهات سياسية »
وتبادل حزب »الله » مع حركة »أمل », و حزب « القوات اللبنانية », الاتهامات بشأن المسؤولية عن الاشتباكات الدامية, و التي ذكرت مشاهدها بمشاهد الحرب الأهلية في السبعينات القرن الماضي
وأوقفت أجهزة الأمن اللبنانية 19 شخصا بتهمة تورطهم في أحداث بيروت الدامية, بحسب ما أفادت به وكالة الإعلام اللبنانية الرسمية
وقالت الوكالة, أمس الجمعة, إن التحقيقات الأولية التي تجريها الأجهزة الأمنية بإشراف القضاء, « أسفرت عن توقيف 19 شخصا ممن ثبت تورطهم في الاشتباك المسلح », لافتة إلى أن القضاء العسكري « كلف استخبارات الجيش بإجراء التحقيقات الأولية والميدانية, كما طلب من جهاز أمن الدولة والأمن العام وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بإجراء التحريات والاستقصاءات وجمع المعلومات عما حصل, كما طلب إجراء عملية مسح شاملة لكل كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة, لتحديد هويات جميع المسلحين من الطرفين »
وقد تم تشييع 3 من القتلى الذين سقطوا في الاشتباكات, في وقت عزز فيه الجيش اللبناني إجراءاته في منطقة الاشتباكات في تقاطع « الشياح -عين الرمانة », وذلك في ظل حداد عام على أرواح الضحايا
وينتظر أن يعقد مجلس القضاء الأعلى اللبناني الثلاثاء المقبل, اجتماعا مع قاضي مرفأ بيروت بيطار للاستماع إلى رأيه حول مسار التحقيق
ويرى مراقبون, أن المعركة السياسية حول ملف تحقيقات انفجار مرفأ بيروت « قد يغرق البلاد في مخاطر طائفية وسياسية وأمنية »