دعا الخبير في الأسرة والطفولة ابراهيم الريحاني اليوم الاثنين الى إعادة إحياء دور الأسرة للنهوض بالصحة النفسية للأطفال والحد من السلوكات السلبية لهم في ظل الانعكاسات الاجتماعية للوضع الاقتصادي والسياسي المتأزم حسب تقديره
ولفت ابراهيم الريحاني في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء الى أن الأطفال عايشوا منذ الثورة الى اليوم أزمات مست أغلب القطاعات فالتلميذ حسب تقديره في مدرسته ليس بمعزل عن الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي انطلقت شرارتها داخل مكون الأسرة التي تعتبر الصورة المصغرة للمجتمع
فصورة الأسرة التي تصل اليوم الى الطفل حسب الخبير هي تلك الأسرة المفككة المحبطة جراء التداعيات الاجتماعية للوضع الاقتصادي والسياسي وقلة فرص العمل وشح الموارد المالية وغياب العدالة الاجتماعية واستشراء الفساد كلها انعكاسات غذاها الشعور بالاحباط مما ولد غياب ثقافة الحوار بين مكونات الأسرة
ولفت الى أن وسائل التواصل الاجتماعي أضحت المكون الأساسي الذي ينسج شخصية الطفل ويؤثر على صحته النفسية من خلال تداول الأحداث والصور والوقائع المؤثرة لافتا الى أنها تلعب دورا محوريا في ردة فعله
وأضاف في هذا الخصوص الى أن الطفل ضحية غياب ثقافة الحوار التي يمكن ان تتسبب في امكانية توجهه الى السلوكات المحفوفة بالمخاطر أو محاولات الإنتحار أو الإنطواء في بحر أفكاره السلبية التي تقوده نحو نهج في الحياة يسلكه عبر أفكار متطرفة تولدت نتيجة غياب دور الأسرة المنهمكة بدورها في « محاربة » الظروف
وشدد الريحاني على ضرورة تغذية ثقافة الحوار داخل الأسرة وخارجها وتغليب مصلحة الوطن والنأي عن التجاذبات السياسية العقيمة التي تؤثر على جميع مكونات الأسرة وأن يحظى التلميذ داخل مدرسته بمدرسة تكون صديقة له من خلال اصلاح المنظومة التربوية وجعلها تتلائم مع حاجيات طفل اليوم وتكرس ثقافة العمل والنجاح
و دعا الى ضرورة خلق مناخ ملائم للمواطن يستعيد فيه الفرد ثقته في أركان الدولة وتنعكس ايجابا على الأسرة من أجل خلق مناخ عائلي متناغم واحترام المشاعر السلبية التي يعيشها الطفل واستيعابها والتحكم فيها