تعتزم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إطلاق تقريرها « صناعة الأفلام الأفريقية: الاتجاهات والتحديات وفرص النمو » من تونس يوم 2 نوفمبر 2021 بمدينة الثقافة بتونس بمناسبة ايام قرطاج السينمائية
ويعتبر التقرير أول استعراض كامل لصناعة الأفلام والصناعات السمعيّة البصريّة في القارة وفق ما افادت اليونسكو في بيان تلقت وات نسخة منه.
ويُشغّل هذا القطاع اليوم ما يُقدّر بخمسة ملايين نسمة ويساهم بخمسة مليارات دولار أمريكي في الناتج المحلي الإجمالي في الأراضي الأفريقية مجتمعة. ويحتوي المنشور على توصيات استراتيجيّة تساعد القطاع في إطلاق العنان لما يكتنزه من إمكانيات من شأنها إيجاد 20 مليون فرصة عمل والمساهمة بـ 20 مليار دولار أمريكي في مجموع الناتج المحلي الإجمالي للقارة. ويؤكد التقرير أنّ هذه الإمكانيّات لا تزال غير مستغلّة على أكمل وجه على الرغم من التطور الكبير الذي شهدته القارة جمعاء على صعيد الإنتاج. إذ تُنتج نيجيريا على سبيل المثال ما يقارب 2500 فيلم سنوياً.
ومهّدت معدّات الأفلام الرقميّة الميسورة التكلفة والمنصّات الإلكترونية الجديدة السبيل أمام اقتصاد جديد يُتيح لصنّاع المحتوى إمكانية إمداد المستهلكين بأعمالهم على نحو مباشر، بيد أنّ التقرير خلص إلى أنّ أفريقيا لا تمتلك إلا شاشة سينما واحدة مقابل كل 787,402 نسمة، الأمر الذي يجعل منها واحدة من أشدّ القارات افتقاراً لدور السينما مشيرا الى ان
القرصنة تندرج في عِداد المعضلات الكبرى التي تعترض سبيل صناعة الأفلام.
وعلى الرغم من عدم توفر بيانات دقيقة، تشير تقديرات التقرير إلى أنّ القرصنة تنهب إيرادات صناعة الأفلام والصناعات السمعيّة البصريّة بنسبة تتراوح من 50% إلى 75% على أقل تقدير.
وبالإضافة إلى ذلك، يسلّط التقرير الضوء على أنّ 19 بلداً أفريقياً فقط من بين 54 بلداً (أي 35%) يقدّم الدعم المادي لصنّاع الأفلام. وتُميط الدراسة اللثام عن التحديات التي لا تنفكّ تعترض سبيل هذا القطاع، ولا سيما على صعيد حرية التعبير إذ تُشير التقارير إلى فرض قيود على العاملين في هذا القطاع في 47 بلداً، وذلك بشأن القضايا التي يمكنهم التطرّق إليها في أعمالهم الإبداعية.
ويندرج التعليم والتدريب والاتصال بالإنترنت في عِداد العوامل التي تؤثر في صناعة الأفلام والصناعات السمعيّة البصريّة في أفريقيا وفق التقرير.
وقد أُعدَّ هذا المنشور لكي يساعد صناعة السينما وصنَّاع القرار على تقييم المشهد الحالي والتخطيط بطريقة استراتيجية لتحقيق النمو في المستقبل اذ يعكس أهمية تعزيز التعاون الدولي بغية تمكين جميع البلدان، ولا سيما البلدان النامية، من تطوير الصناعات الثقافية والإبداعية ذات القدرة على الاستمرار والتنافس على الصعيدين الوطني والعالمي.
و قالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي انه « مع احتفالنا بالذكرى السنوية العشرين للإعلان الخاص بالتنوع الثقافي، علينا رفع أصواتنا لكي نؤكد مجدداً أنَّ الأفلام هي « منفعة عامة » تتطلب دعماً واستثمارات عامة بغية ضمان الانتفاع العادل بالإبداع والإنتاج والتوزيع/النشر والاستهلاك.
ويأتي التقرير المعنون « صناعة الأفلام الأفريقية: الاتجاهات والتحديات وفرص النمو » كجزء من مساهمة اليونسكو في سنة الاتحاد الأفريقي للفنون والثقافة والتراث (2021)، وفي احتفالات عام 2021 بالسنة الدولية للاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية المستدامة، التي أعلنتها الأمم المتحدة.
ويتماشى عمل اليونسكو لصالح اقتصاد إبداعي حيوي، بما فيه صناعة الأفلام، مع إطار السياسات الذي تدعمه اتفاقية اليونسكو لعام 2005 بشأن حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي وتوصية عام 1980 بشأن أوضاع الفنان.