- تُقام الدورة السادسة والثلاثون لمعرض تونس الدولي للكتاب من 11 إلى 21 نوفمبر الحالي بقصر المعارض بالكرم، تحت شعار « وخير جليس في الأنام كتاب ».
وعقد المنظمون ندوة صحفية، اليوم الأربعاء بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، تمّ خلالها الكشف عن برنامج هذه الدورة التي يتمّ تنظيمها رسميا، بعد تأجيلها في ثلاث مناسبات متتالية بسبب جائحة كورونا.
وتحدّث مدير التظاهرة الأستاذ مبروك المنّاعي، في مستهلّ كلمته عن التحدّيات التي رافقت الإعداد لهذه الدورة، قائلا: « هي دورة التحدّي ومجرّد إقامتها هو شكل من أشكال المقاومة، وهو ما من شأنه أن يفتح نوافذ الأمل بالنسبة إلى صنّاع الكتاب ».
وتطرّق إلى معلّقة هذه الدورة وشعارها « وخير جليس في الأنام كتاب »، مبيّنا أن المعلّقة تشكّل رسما فنيا لتونس وهي ترفع الكتاب عاليا وتُعلي من شأنه. أما بالنسبة إلى الشعار، فهو « مقتبس من عَجُز بيت من قصيد لأبي الطيب المتنبي باعتباره أكبر ظاهرة قراءة من بين الشعراء وأبلغهم قولا في نعت الكتاب شعرا، مثلما الجاحظ الذي يعتبر أكبر ظاهرة قراءة من بين الناثرين وأبلغهم قولا في نعت الكتاب نثرا ».
دورة الوفاء للشاذلي القليبي
وبمناسبة مرور 60 سنة على تأسيس وزارة الشؤون الثقافية، تُكرّم الدورة السادسة والثلاثون لمعرض تونس الدولي للكتاب الأستاذ الفقيد الشاذلي القليبي (6 سبتمبر 1925 – 13 ماي 2020)، بالإضافة إلى الأستاذ البشير بن سلامة الذي تولّى الإشراف على االوزارة بين سنتيْ 1981 و1986. وسيطال التكريم الصحفي والإعلامي فرج شوشان الذي اهتمّ بالنقد الأدبي وبصناعة الكتاب، وكذلك ثلّة من النساء الرائدات في مجال الأدب وزالثقافة.
موريتانيا ضيف شرف
وتحلّ موريتانيا ضيف شرف على هذه الدورة، إذ سيتمّ تخصيص جناح يتضمّن معرضا للمخطوطات وعرض مجموعة من الإصدارات. وستحتفي هذه الدورة بالمخطوط من خلال تنظيم محاضرات لأساتذة من هذا البلد حول « كنوز المخطوطات في موريتانيا » و »طريق الحبر من القيروان إلى شنقيط »، وهي مدينة موريتانية تأسست في القرن الثاني للهجرة.
وفي ما يتعلّق بالعارضين، تسجّل هذه الدورة مشاركة 150 عارضا من تونس وحواليْ 300 عارض لدور نشر عربية وأجنبية من 20 دولة، ستخصّص لها مساحة تفوق 6 آلاف متر مربع في قصر المعارض بالكرم، بحسب الأستاذ مبروك المناعي، الذي تحدّث أيضا عن إبرام عقود شراكة مع وزارة التربية ومؤسسات وطنية اخرى منها دار الكتب الوطنية والمؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ومعهد تونس للترجمة، بالإضافة إلى إقامة شراكات مع مؤسسات دولية منها منظمة الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو ومنظمة الألكسو والمنظمة الدولية للفرنكوفونية والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب.
وأعدّ المنظمون برنامجا ثقافيا ثريا ومتنوعا، يستهدف جميع الفئات والأعمار. وتتميّز هذه الدورة بعودة الشعر إلى المعرض من خلال تنظيم قراءات شعرية وقصصية. ويتضمّن البرنامج الثقافي 10 ندوات فكرية و20 لقاءً حواريا مع ثلّة من أهل الأدب والفكر والثقافة. كما سيتم تنظيم قراءات أدبية ومنتديات للشباب وبرنامج يُعنى بالإصدارات التونسية الجديدة، بالإضافة إلى تخصيص لقاءات يستمع فيها روّاد المعرض إلى تجارب عدد من الكتّاب التونسيين وضيوف المعرض.
وحافظ معرض تونس الدولي للكتاب على البرنامج الموجه للطفل، إذ سيتم بالشراكة مع وزارة التربية وإدارة المطالعة بوزارة الشؤون الثقافية، تنظيم ورشات ومسابقات وعروض تنشيطية ترفيهية لفائدة الأطفال المرافقين لأوليائهم، أو بالنسبة إلى التلاميذ القادمين في رحلات خاصّة تنظمها وزارة التربية لفائدتهم من مختلف جهات البلاد.
جوائز المعرض
ورصدت الهيئة المديرة لهذه الدورة سبع جوائز هي « الإبداع الروائي » و »الإبداع القصصي » و »الإبداع الشعري » و »البحوث والدراسات » و »الترجمة من العربية وإليها » و »الكتابة للطفل واليافعين » و »جائزة النشر » التي تُسند لأفضل دار نشر متنافسة عليها.
محاربة جرائم القرصنة
وتطرّق رئيس لجنة المعارض والإعلام في اتحاد الناشرين العرب محمد صالح المعالج، في كلمته، إلى أن معرض تونس الدولي للكتاب سيكون سبّاقا في محاربة جرائم القرصنة والتزوير، مبيّنا ان جناحا خاصّا سيتم إحداثه بالتعاون مع المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، يضمّ خبراء محلفين، ستوكل إليهم مهمة رصد الكتب المقرصنة وتتبّع المخالفين.
من جهة أخرى، أكد محمد صالح معالج، ردّا على سؤال صحفي، على استحالة تنظيم هذه الدورة السادسة والثلاثين في موعد آخر غير موعدها الحالي (11 – 21 نوفمبر 2021)، مبيّنا أن الإشكال يكمن في عدم شغور المواعيد لدى إدارة قصر المعارض بالكرم. وقال إن هذه التظاهرة ستعود إلى موعدها المعتاد، أي مع موفى شهر أفريل ومطلع شهر ماي، خلال سنة 2023.