مثل موضوع دعم العمل الثقافي المشترك بين تونس وإسبانيا، محور جلسة عمل جمعت اليوم الاثنين وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي و مدير عام معهد « سيرفانتس » الاسباني لويس قارسيا مونتيرو.
وتطرّقت الجلسة التي حضرها سفير إسبانيا بتونس غيارمو أرديزون غارسيا ومديرة معهد سيرفانتس بتونس راكيل كالايا وجيرمينال جيل مدير بالمعهد وفرناندو فيلالونجا وزير مستشار بالسفارة الاسبانية بالاضافة إلى عدد من إطارات الوزارة، إلى تعزيز برامج العمل المشترك في مجال ترميم بعض المواقع والمعالم الأثرية وأسقف وجداريات عدد من المتاحف التونسية على غرار المتحف الوطني بباردو.
كما تمّ النظر في أطر التعاون مع معهد سيرفانتيس في مجال معالجة المخطوطات التاريخية بالاشتراك مع عدد من المخابر الإسبانية المختصة في هذا الميدان والمكتبة الوطنية الإسبانية.
وفي هذا السياق تمّ الاتفاق على إمكانية تنظيم ورشات عمل موجّهة للشباب التونسي في قطاع التكوين الحرفي والمهن الصغرى الخاصّة بالتراث في كلّ ولايات الجمهورية التونسية.
وفي جانب آخر تمّ التعرّض إلى مسألة تثمين المخزون التراثي التونسي الإسباني عبر برامج موجّهة على غرار خلق مسالك ثقافية سياحية خاصة بالشاشية، باعتبارها عنصرا من العناصر المكونة للتراث غير المادي المشترك، ينطلق من « الشواشين » بالمدينة العتيقة نحو مدينة « تستور » ذات الأصول الموريسكية.
كما أكّد الطرفان على المضي قدما نحو تكثيف العمل المشترك لتثمين المواقع التراثية والسياحية كجزيرة شكلي الواقعة في بحيرة تونس عبر بعث مشاريع فنية وإبداعية على غرار الإضاءة الديناميكية مع احترام الخصوصية البيئية لهذه المنطقة.
ومن أبرز النقاط المطروحة خلال هذا اللقاء أيضا العمل على وضع برنامج تنفيذي يحتوي على مجموعة من المشاريع الثقافية والأنشطة الإبداعية المشتركة قصد تطوير قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية وضرورة إدماجها في الدورة الاقتصادية ،حيث تم اقتراح بعث ورشات تكوين في ميدان الصناعة الدرامية التي تعتبر دولة اسبانيا من أبرز دول العالم الرائدة فيها.
واتفق الطرفان على المساهمة في تأثيث برامج المهرجانات الدولية الكبرى في تونس على غرار مهرجان قرطاج الدولي بعروض ثقافية من إسبانيا للتعريف بالمخزون الثقافي الإسباني لدى التونسيين، في إطار سياسة وزارة الشؤون الثقافية للانفتاح على الثقافات الأخرى وتقريب الشعوب.
وفي هذا الإطار تم التطرّق إلى دعم الحضور الثقافي الإسباني في معارض المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر الذي سيفتح أبوابه للعموم قريبا.