عاشت مدينة توزر، صباح اليوم السبت، على وقع احتفاليات فنيّة بألوان متعدّدة، أثّثت الفقرة التنشيطية الأولى في افتتاح المهرجان الدولي للواحات بتوزر في دورته 43 التي الى غاية 28 من هذا الشهر.
ويراهن المهرجان على الفقرات التنشيطية في الشوارع باعتبار أهمية المهرجان في تنشيط المدينة، وعلى تقديم طبق فني يشدّ زوار المدينة ويعرّف بعمق التراث والامتداد التاريخي لبلاد الجريد عبر تشريك جميع الفرق الفلكلورية والصوفية وفناني الجهة في التنشيط وفي الامسيات التنشيطية، وكذلك عبر تشريك فرق من ولايات مجاورة ومن ليبيا والجزائر لها خصوصيات ثقافية وحضارية شبيهة بجهة الجريد، وفق مدير المهرجان نصر الدين الشابي.
وستتواصل الفقرات التنشيطية في شوارع مدينة توزر وساحاتها على امتداد أيام المهرجان بتقديم تعبيرات فنية مختلفة في كل فقرة تتراوح بين التعبيرات الصوفية والفلكلورية وتعبيرات فنية وافدة منها الافريقية، فضلا عن أمسيات فنية تحتضنها ساحة باب الهواء، وتؤثث الأمسية الأولى مجموعة عشاق الصحراء الطوارق من ليبيا، ثم عرض وشمة لقدماء الموسيقيين بالرديف وعرض اختتامي يقدمه الموسيقي وسيم القريشي من توزر، وفق مدير المهرجان.
وأضاف أنّ المهرجان سيقدّم في الفقرة المسائية عرضا فرجويا فنيا بعنوان « أرض الجدود » في إشارة إلى جهة الجريد كأرض لقاء ومحبة تعاقبت عليها عديد الحضارات والثقافات، وهو عرض تمتزج فيه الفنون من رقص ومشهدية مسرحية وموسيقى وفقرات تقدمها الفرق الضيفة من ليبيا والجزائر ومصر وإيران.
كما تقدّم دورة المهرجان 3 سهرات فنية تنطلق بسهرة للموسيقى التونسية يؤثثها الفنان زياد غرسة، تليها سهرة تونسية جزائرية لكل من الشاب المقدود ولطفي عباس، وتختتم بسهرة موسيقى الراب الشبابية، علاوة على فقرات ثقافية تتمثل في تكريم أدباء وشعراء الجهة من خلال الاحتفاء بالإصدارات الجديدة، فضلا عن لقاء فكري حواري يديره الإعلامي والمفكر العربي عبد الباري عطوان.
وتشهد ولاية توزر هذه الأيام بمناسبة المهرجان حركية سياحية طيّبة، حيث تجاوزت نسبة امتلاء الوحدات السياحية، بحسب تأكيد مدير المهرجان، 120 بالمائة، وذلك رغم تواصل غلق عدد من النزل، ما يستدعي، حسب رأيه، تدخّلا لإعادة فتحها، فضلا عن الالتفاتة التي يحتاجها مطار توزر-نفطة الدولي لكي يقوم بدوره في توافد السياح وتنشيط حركة السياحة.
وقال في هذا السياق إنّه « من غير المعقول أن يقع توظيف مطار توزر-نفطة الدولي، الذي يعدّ من بين أكبر المطارات من ناحية طاقة الاستيعاب، لمدة شهرين فقط في السنة »، على حدّ قوله.