أجمع المخرجون والمنتجون المتدخّلون في ندوة حول « الأفلام الوثائقية: تحدّيات الإنتاج والفرص المتاحة » على أن الفيلم الوثائقي لا يحظى بالمكانة نفسها التي يلقاها الفيلم الروائي من حيث الدعم المالي.
وأثّث أشغال هذه الندوة التي انتظمت ضمن برمجة الدورة 23 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون، وأدارها المخرج التونسي نضال شطّا، المخرج السوداني سيف الدين حسن والمنتج والمخرج الألماني « ديتر روزر » والمخرج والمنتج الإيطالي « ماركوس نيكل ».
واستهلّ المخرج السوداني سيف الدين حسن سلسلة هذه المداخلات بالحديث عن تجربته التي تضمّ أكثر من 100 فيلم. وقال إن هناك جملة من العقبات التي تحول دون تطوّر الفيلم الوثائقي، وذكر منها بالخصوص قضايا تمويل إنتاج الأفلام الوثائقية. واعتبر أن « ثقافة إنتاج الأشرطة الوثائقية غائبة في الوطن العربي ».
ولاحظ أن الأفلام الروائية في الدول العربية تستأثر بمعظم التمويلات مقارنة بالأفلام الوثائقية. ويرى أيضا أن الوضعية السياسية « الهشة » لبعض الأنظمة العربية قد قيّدت عمل المخرجين للأفلام الوثائقية، وفق تقديره.
وأكد أن مشكل التمويل يمكن تلافيه من خلال تكثيف الإنتاجات المشتركة بين الدول العربية، وهو ما سيمكّن من تعزيز فرص النهوض بالفيلم الوثائقي العربي على مستوى السينما العالمية.
واستعرض المخرج الألماني « ديتر روزر » تجربته في الأعمال الوثائقية، بالحديث عن الفرص المتاحة التي توفّرها المنصات الرقمية في نشر الفيلم الوثائقي. وبيّن أن المنصّات تعتبر من الوسائل المبتكرة لنشر الفيلم الوثائقي والتعريف بالمخرجين الشبان.
ولإنجاز فيلم ناجح، يشترط المخرج الألماني توفّر جملة من الشروط. وقال إن الفيلم الوثائقي ينبغي أيضا أن يهتمّ بمواضيع ثقافية واجتماعية مع الحرص على توفّر سرد روائي جيّد وقصص مفهومة، حتى تحظى بمتابعة فئة كبرى من الناس.
وتمحورت مداخلة المخرج والمنتج الإيطالي « ماركوس نيكل » حول التحديات المطروحة لإنجاز الفيلم الوثائقي، مؤكدا على صعوبة تمويل الأعمال الوثائقية لا في العالم العربي فحسب بل أيضا في أوروبا. وقال إن مشروعيْن من أصل 10 مشاريع في أوروبا تحصل على التمويلات.
وأكد « ماركوس نيكل » على ضرورة أن يحرص صنّاع الفيلم الوثائقي على جودة الفيلم بدرجة أولى، قائلا: « صحيح أن هناك أفلام وثائقية تحتاج إلى ميزانية ضخمة من أجل ضمان جودة الفيلم، وهذا يتطلّب تكاتف الجهود من أجل دعم الإنتاج المشترك سواء على المستوى المحلي أو الدولي.