هي سهرة بوصلتها فلسطين أرادتها الهيئة المديرة لمهرجان المدينة بتونس أن تكون عنوانا لصمود أهالي قطاع غزة ضدّ آلة الحرب الصهيونية، فخصّصت مداخيل هذا الحفل الفني الموسيقي الذي أحيته الفنانة اللبنانية أميمة الخليل لاقتناء أدوية ومعدات طبية لأهالي غزة، بالتعاون مع الهلال الأحمر التونسي.
وانتظم هذا الحفل الذي حضره عدد من المسؤولين والشخصيات السياسية والثقافية، بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة الذي اعتلت ركحه أيضا أميمة الخليل منذ أيام قليلة في إطار الدورة 22 لمهرجان الأغنية التونسية. ورافق هذه الفنانة اللبنانية الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو يوسف بلهاني وعازف البيانو اللبناني هاني سبليني.
وأطلت الفنانة على جمهورها العاشق لصوتها وقد قابلتها حفاوة غامرة من الحاضرين من تونس ومن الأشقاء الفلسطينيين المقيمين بتونس، فصفّقوا لها بحرارة، قبل أن يستمعوا لأولى أغنيات الحفل « ذكريات الفل »، ثمّ ألقت بعدها كلمة مقتضبة عبّرت فيها عن اعتزازها بالغناء لفلسطين من تونس، قائلة: « هي مناسبة لنحيّي أهالينا في غزة وكذلك في جنوب لبنان الذين يخوضون حربا ضد الاحتلال الإسرائيلي ونحن من موقعنا نساند فلسطين بالفن والموسيقى كفعل مقاوم ».
وتضمّن هذا الحفل الموسيقي الملتزم 15 مقطعا غنائيا، من ضمنها « بكتبلك » و »شاب وصبية » و »وجد » و »لبسو الكفافي »، وكذلك أغنيتها « سلامات » التي أطلقتها مؤخرا وحيّت من خلالها المقاومة الفلسطينية واللبنانية، متمنيّة السلامة للشعب الفلسطيني الأعزل الذي يتعرّض لآلة الموت الصهيونية منذ ما يزيد عن خمسة أشهر.
ولم تغب عن برنامج الحفل الأغنية الشهيرة « عصفور طل من الشباك » التي ردّدتها بوجع كبير فحرّكت معها حماس الجمهور وغنّاها معها ثمّ وقف مصفّقا لها محيّيها على هذا الأداء والإحساس المرهف.
إثر ذلك غنّت أميمة الخليل « شو بحب غنيلك » التي ظلت راسخة في وجدان هذه الفنانة وظلّت تردّدها في مختلف حفلاتها. وعرّجت الفنانة اللبنانية على أعمالها القديمة، فأدت « بسهر أنا وياك » و »دعني »، لتختار إنهاء حفلها بأغنية « الكمنجات » التي أرادتها رسالة فنية لنشر السلام والانتصار لثقافة الحياة وتحرّر الشعوب.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه السهرة التي أحيتها أميمة الخليل هي واحدة من ثلاث سهرات فنية تنتظم ضمن الدورة 40 لمهرجان المدينة بتونس، مساندة للشعب الفلسطيني. وسيحتضن مسرح الأوبرا ومسرح الجهات بمدينة الثقافة سهرتيْن أخرييْن لكل من مجموعة « أصايل » للفنون الشعبية بفلسطين (31 مارس) وللفنانات غنوة بن طارة وشهرزاد هلال وآية دغنوج (3 أفريل). وستخصص مداخيل هذيْن العرضيْن أيضا لدعم أهالي قطاع غزة.