بعد محطة أولى بمتحف المتروبوليتان بمدينة نيويورك في الفترة الممتدة بين 19 نوفمبر 2023 و03 مارس 2024، تجاوز فيها عدد الزوار 190 ألف زائر، يحط المعرض الدولي « إفريقيا والامبراطورية البيزنطية » AFRICA AND » BYZANTIUM » رحاله في المحطة الثانية والأخيرة بمتحف الفنون بمدنية كليفلاند (الولايات المتحدة الأمريكية)، من 14 أفريل إلى 22 جويلية 2024، متضمنا مشاركة تونسية لافتة بمجموعة أثرية فريدة تضم 14 قطعة.
وتأتي هذه القطع الأثرية التونسية المعروضة في هذه التظاهرة الدولية التي تعتبر الأولى من نوعها والاكبر على الإطلاق في هذا مجال بالولايات المتحدة الأمريكية، من ثلاثة متاحف وهي المتحف الوطني بقرطاج والمتحف الاثري بالنفيضة والمتحف الوطني للفنون الإسلامية برقادة (القيروان).
وتشمل القطع الأثرية عددا من اللوحات الفسيفسائية من بينها فسيفساء « سيدة قرطاج » ومجموعة من المصابيح الزيتية والخزف الحائطي تؤرخ للفترة الممتدة بين القرن الرابع والقرن السابع ميلادي، ونسخ لمخطوطين من القرآن من مخبر المخطوطات برقادة يعودان للقرن الثامن والتاسع ميلادي.
وفي هذا الإطار تنقل وفد من المعهد الوطني للتراث يترأسه المدير العام للمعهد طارق البكوش للمشاركة في تدشين المحطة الثانية لهذا المعرض الذي ينظمه متحف المتروبوليتان بنيويورك ومتحف الفنون بكليفلاند بمشاركة العديد من الدول من بينهم تونس ومصر والمغرب وفرنسا واليونان بمجموعة أثرية وتاريخية تناهز الـ160 قطعة تؤرخ للفترة بين القرن الرابع والقرن الخامس عشر ميلادي وتترجم تاريخيا العلاقة الوثيقة بين إفريقيا والامبراطورية البيزنطية منذ تأسيس القسطنطينية حتى سقوطها من طرف الدولة العثمانية.
ويبرز هذا المعرض مدى التأثير الإفريقي ومدى إسهامه في مختلف أوجه الحضارة البيزنطية من ثقافة وفنون وأديان.
وبمناسبة حضوره في تدشين هذا المعرض الدولي، أكد طارق البكوش أن البلاد التونسية تمتلك مخزونا أثريا كبيرا يشمل كل الفترات التاريخية للبلاد و الممتدة على آلاف السنين، معربا عن أمله في أن يكون هذا المعرض فرصة للتعريف بجزء بسيط من هذا المخزون الحضاري والتحفيز على زيارة المواقع الاثرية والتاريخية بتونس.