قال معتمد غمراسن، عبد اللطيفي السبوعي، إن أعمال ترميم قصر بوغالي بغمراسن ستنطلق يوم الثلاثاء القادم، بعد سلسلة من الزيارات الميدانية وحملات التنظيف وإزالة مجموعة من البناءات العشوائية التي انتشرت بالمنطقة، بهدف استغلال المعلم ودمجه ضمن المسلك السياحي ابن عرفة، وأيضا لإدراجه ضمن الانشطة والأحداث الثقافية التي تعيشها جهة المنطقة بشكل دوري.
وأضاف عبد اللطيفي السبوعي، في تصريح لـ »وات » أن هذا المعلم التاريخي يعيش منذ سنوات حالة من « الفوضى » حسب تعبيره، خاصة من حيث انتشار البناء الفوضوي وانتشار الأوساخ بشكل كبير ما أثر على مشهد المعلم وجماليته، خاصة وأنه يزخر بهوية تاريخية وتراثية مهمة، كما يندرج ضمن الموروث الثقافي المادي لمنطقة غمراسن وجهة تطاوين عموما.
وأوضح، أن جميع الأطراف المتداخلة بالموضوع وأهمها جمعية صيانة التراث بغمراسن تسعى منذ سنوات لجعل عملية الترميم أولوية ملحة، خاصة بعد هرم جزء كبير من القصر، وقد تم إعداد دراسة تم تقديمها إلى المعهد الوطني للتراث للبدء في عمليات الترميم،لافتا إلى أن الملف وجد تفاعلا كبيرا لما للمعلم من أهمية تاريخية وتراثية، مؤكدا في السياق نفسه أن معتمدية غمراسن قامت بكافة التحضيرات اللوجستية والبشرية لإنجاح عمليات الترميم في أسرع وقت لدمج المعلم واستغلاله سياحيا وثقافيا.
وأشار السبوعي ان عمليات الترميم ستشمل خاصة الجدران والغرف والأرضية والأسقف، بالإضافة إلى تزويد القصر بالإضاءة اللازمة وترميم بعض المساكن الأخرى بما ينسجم مع شكل المعلم لإضفاء جمالية تراثية خاصة بالمكان، وستنطلق الأشغال بشكل فعلي تحت إشراف مختصين من المعهد الوطني للتراث يوم الثلاثاء القادم.
وأكد أن عمليات استغلال القصر ما بعد الترميم يمكن أن يضيف إلى الجهة من خلال دعم المجالين السياحي والثقافي، حيث سيصبح مزارا سياحيا يتلاءم مع المناطق السياحية القريبة من منطقة غمراسن على غرار « قصر الحدادة والفرش وقرماسة » التي تشهد على مدار السنة أنشطة ثقافية ومهرجانات تستقطب العديد من السياح، مؤكدا أن المعلم يمكن أيضا استغلاله من خلال إنشاء عروض ثقافية تثمن الموروث التاريخي للجهة.
وحول الملكية العقارية للغرف بقصر بوغالي، أكد معتمد غمراسن أن الملكية ستعود للأهالي بشكل مباشر دون المس من حقوقهم الملكية، داعيا في السياق نفسه المواطنين لدعم هذه المبادرة خاصة وأن هذا النفع سيعود على الأهالي بدرجة أولى، مؤكدا أن جهة تطاوين تزخر بالعديد من القصور الأخرى التي وجب تثمينها والاعتناء بها لما لها من أهمية تاريخية وتراثية ستساهم بشكل كبير في دعم السياحة البديلة بالجهة، مع التركيز على أهمية التسويق لهذه المعالم إعلاميا والتعريف بها عبر الوسائط المختلفة.
ويعد قصر بوغالي الذي يتمركز أسفل الجبل بحي زغدان من المعالم التاريخية المهمة، حيث يعود بناؤه إلى القرن 11 ميلادي حسب الدراسات التاريخية، كما تزخر منطقة غمراسن بالعديد من المعالم التاريخية الأخرى تعود بعضها إلى أكثر من 6 آلاف سنة أي فترة « العصر النيولوتيكي » وأهمها الرسوم الجدارية التي اكتشفها بعض المؤرخين بالجهة.