أسدل الستار ليلة أمس السبت 17 أوت على فعاليات الدورة 37 من المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية بالجم بحفل موسيقي لا يقطع مع طبيعة البرنامج الذي اقر لهذه السنة وفيه صعد على المسرح الروماني بالجم موسيقيون استثنائيون ، عازفون منفردون ، وتذوّق فيه جمهور المهرجان شغف الموسيقى الكلاسيكية التي تبعث في كل دورة جديدة علاقة فنية حميمة بين المهرجان والفنانين والجمهور.
وحمل عرض الاختتام عنوان « ألحان البحر الأبيض المتوسط » وهو وليد رغبة في التعاون بين مؤسسات ثقافية في سوسة، اجتمع المعهد العالي للموسيقى والمعهد للموسيقى والرقص وكذلك المعهد الفرنسي بسوسة لتنفيذ مشروع هذا الحفل الذي هو من انتاج مهرجان الجم الدولي.
كان الحفل مميزًا في جوانب عديدة، فعدى عن كونه حفل « وداع » على أمل لقاء سنوي يتجدد الصائفة المقبلة، كما كان جامعا لموسيقيين ومغنين، من ثقافات مختلفة توحدها الموسيقى، تلك اللغة العالمية التي تجمع الشعوب على قيم التسامح والتضامن والابداع بداية السهرة كانت بعزف النشيد الوطني مع الاوركستر السمفوني بسوسة ،بقيادة « فريديريك ايزولاتا » والذي سيتولى قيادة الأوركسترا في الجزء الأول من السهرة.تلتها من بعد « chaconne Didon et Enée » ليرافق الأوركسترا في عزف « فالز ماسكاراد » لKathchataurian عازف الكمان والسوليست ناصر العفريت والذي سيتولى فيما بعد قيادة الأوركسترا في معزوفة سماعي في مقام الشنقولان تكريما لوالده، الموسيقي عزام العفريت الذي غادرنا في السنة الفارطة، ليعود فريديريك ايزولاتا لقيادة الأوركسترا واختتام الجزء الأول من السهرة بتقديم كوكتال من أغاني الجويني.
وتولى قيادة الأوركسترا في الجزء الثاني من السهرة سمير الفرجاني لتقديم أوبرا تونسية 100%، من ألحان سمير فرجاني، كلمات آمنة الرميلي، توزيع أيمن عزيز بن صلاح. بعنوان « سالم » وهي مستوحاة من أغنية « خيل سالم » للفنانة صليحة،وفيها أربع شخصيات محورية :حبيبة سالم وشقيقته وصديقه وقاتل سالم واللي اداوهم كل من ناريمان بوشلغومة ولبنى العبيدي وامير مسعود ويسري بوسعيد
بهذا العرض اختتمت الدورة 37 من المهرجان الدولي للموسيقى السمفونية في الجم بذكريات جديدة وبلحظات موسيقية فردية ومشتركة لا يتيحها لمحبي الكلاسيكيات الا هذا المهرجان العريق الذي يقاوم ليستمر.